هذا المهرجان الذي تسعى وزارة الشؤون الثقافية في تونس إلى تسجيله على لائحة اليونسكو، هو إحدى المناسبات الثقافية التي تسعى إلى ترسيخ الهوية التونسية بدءا ببرنامج الافتتاح وصول الى ختام المهرجان فكانت المراوحة بين الأصل و العراقة الضاربة في القدم من خلال تقديم نماذج من المظاهر التراثية والحياة البدوية بساحة حنيش العالمية : المرحول والقافلة والدولاب والواردة والتلهيم والجز والصيد بالسلوقي وعراك الفحول والفروسية ...
و قد كانت ايام المهرجان فرصة لتقديم العكاضية الشعرية و التي اهتمت هذه الدورة بمحور «الموجعة» و شارك فيها اكثر من عشرين شاعر شعبي ولقيت تجاوبا رائعا من جمهور كبير يعشق هذا اللون الشعري الخاص باهل الجنوب ، دون ان ننسى ان سهرة الشعر الفصيح كانت قبل انطلاق المهرجان فليلة 19 ديسمبر حيث كان الموعد مع الشعر في سهرة مميزة من تنظيم المهرجان وبيت الشعر مع مشاركة لنخبة من الشعراء على غرار جمال الصليعي وجمال قصودة و بلقاسم بن جابر والزبير بالطيب و محمد الخامس باللطيف وشهاب بن عمر ..
سهرة الافتتاح كانت بتوقيع الفنان لطفي بوشناق الذي قدم صحبة فرقته الموسيقية و قدم العرض بدار الثقافة محمد المرزوقي بدوز بتكلفة حاولت 45 مليون بدعم باكثر من النصف من وزارة الشؤون الثقافية .وموعد اخر مختلف مع سهرة «السامور» والتي تجمع بين الشعر الشعبي والغناء البدوي او التراثي...
هكذا كانت ايام المهرجان فقرات تنشيطية فنية و ادبية متعددة ومتنوعة جاذبة لجمهور المهرجان دون ان ننسى انه كان التركيز على الفضاءات المفتوحة لتقديم الفعاليات و التي تراوحت بين المعارض الثقافية والاقتصادية وتنشيط للمدينة وعروض فرجوية تراثية وعكاظية شعرية وسهرات فنية ، سجلت كلها لقاءات جماهيرية غفيرة جاءت من العاصمة و من ولايات الجنوب و ايضا من الدول الشقيقة و الصديقة و تفاعل معها الحاضرون .
كما تم تنظيم معرض بعنوان “المهرجان في عيون الصحافة المكتوبة ” شهادة عرفان و امتنان للصحافيين . و نسجل غياب الملامح الكبرة التي تعود المهرجان على تقديمها و ربما يكون هذا خيار من الادارة التي تمسك بزمام المهرجان لأول مرة في محاولة لتقديم الجديد بميزانية لم تتجاوز 300 الف دينار .