يسائل العرض في لوحة كوريغرافية متسلسلة معنى الحدود الجغرافية ومن خلالها كل ما التضييقات التي يمارسها المجتمع على الفرد، أو الفرد على الآخر أو على نفسه أحيانا. يأتي "ديدون وإيني" في شكل محاورة فنية وإنسانية تتداخل فيها المشاعر بين الأمل والخيبة، التحرر والانغلاق.
"ديدون وإيني" كوريغرافيا "لوكا بروني" بمساعدة "ماريو فيراري"، "لوانا روسي" و"جيسيكا رينيي"، موسيقى "ماركو شيافوني"، ملابس وديكور لماريو فيراري، آداء عدد من الراقصين من باليه أوبرا تونس والباليه الجديد للرقص التونسي. ويدور حول عدد من الشباب الذين يجتمعون في حلقة يروي فيها كل منهم قصته، أو يعيد تقديم واحدة من شخصيات "ديدون وإيني": ديدون، إيني، بليندا، الزئبق، الساحرات، أصدقاء "إيني"، والهدف هو أن يجد كل شاب في نفسه القدرة على أن يقول شيئا ما، أن يتحرر من وطأة شيء ما، أن يذهب أبعد مما تخططه الأقدار، أن يمتلك حرية تقرير مصيره. "ديدون" أو "عليسة" هي شخصية أسطورية، فهي مؤسسة قرطاج وأول ملكة لها، ووفق رواية "فيرجيل" في "الإنياذة"، تعرفت "عليسة" على "إيني" ابن طروادة عند لجوئه إلى قرطاج قبل وصوله إلى "لاتسيو" بإيطاليا، وهناك تزوجا.
يائسة من رحيله المفاجئ، طعنت "عليسة" نفسها بسيف "إيني" وطلبت من شعبها الانتقام لأجلها. نذكر أن العرض هو نسخة جديدة من "ديدون وإيني" الذي كان ثمرة تعاون بين مجموعة "أوبلاس" وقطب الباليه والفنون الكوريغرافية، وكان مدعوما من المعهد الإيطالي بتونس ضمن برنامج "إيطاليا، ثقافة، متوسط" وتم عرضه للمرة الأولى في أيام قرطاج المسرحية 2018.