بهذه الكلمات افتتح الدكتور "محمد زين العابدين" وزير الشؤون الثقافية حفل افتتاح مهرجان السينما التونسية ليلة الاثنين 10 جوان 2019 بمسرح الجهات بمدينة الثقافة وشهد الحفل إقبالا كبيرا من السينمائيين التونسيين الذين صاروا سنة بعد أخرى يؤمنون بقيمة المهرجان وأهميته فهو مناسبة للاحتفاء بالسينما التونسية وتتويج المتميزين من صناعها، وهو أمر أكده مدير المهرجان "مختار العجيمي" في كلمته مشيرا إلى أن الهدف من هذا الحدث هو الوصول إلى مرحلة يصبح فيها للمهرجان وقع السيزار في فرنسا والأوسكار في أمريكا.
ووجه التحية لوزارة الشؤون الثقافية والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية والمركز الوطني للسينما والصورة وإدارة الفنون الركحية والفنون السمعية البصرية على دعمها للمهرجان نشط الحفل الممثلان "غانم الزرلي" و"نجوى زهير"، وتم بمرافقة موسيقى تونسية حية الوقوف عند الأفلام المشاركة وعددها 35 فيلما أنتجت بين 2018 و2019 تتوزع على ثلاث مسابقات: مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، مسابقة الأفلام الروائية القصيرة وأفلام التحريك ومسابقة الأفلام الوثائقية، تنظر فيها ثلاثة لجان وتخصص للفائزين عشرون جائزة تبلغ قيمتها المالية الجملية 170 ألف دينار كما تم تقديم لجان التحكيم الثلاثة، وتتكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية من "شيراز بن مراد"، "نائلة الغربي"، "آمال بوزيد"، "ليلى بالرحومة" و"بلال العثماني"، أما لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة وأفلام التحريك فتضم كل من "سانتيرالي"، "أميرة الشامخي" و"هند بوجمعة"، ويرأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة مدير التصوير "أحمد بالنيس" وتضم في عضويتها كل من "زينة صفير"، "آلان مالين"، "جون جاك أندريا"، "هادي خليل" و"عمر بالخمار" ولأن مهرجان السينما التونسية هو فرصة للاحتفاء بصناع الفن السابع في تونس، كرم وزير الشؤون الثقافية خلال حفل الافتتاح كل من المنتج "حسن دلدول"، "المونتيرة "كاهنة عطية"، مصحح الألوان "المنصف الصدوري "، مهندس الصوت "فوزي ثابت"، مدير التصوير "أحمد بالنيس"، الممثلة "منجية الطبوبي" والمخرج "أحمد الخشين" الذي عرض له في الافتتاح فيلم "تحت مطر الخريف" في نسخة رقمية وعرضت خلال الحفل لوحات في الرقص المعاصر لباليه "سهام بالخوجة" الأولى على إيقاع فيلم "عصفور سطح" للمخرج "فريد بوغدير"، الثانية بعنوان "نور جربة" لوحة تونسية عصرية والثالثة تكريما للأيقونة "كلاوديا كاردينال" على إيقاع الموسيقى الغجرية الممزوجة بالفلامنكو وبألوان مبهجة سينمائيا، وبعد عرض فيلم "خليفة الأقرع" العام الماضي، يقدم مهرجان السينما التونسية واحدا من كلاسيكيات السينما التونسية "تحت مطر الخريف" للمخرج "أحمد الخشين" الذي ظهر في فضاء الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة، من جيل "رضا الباهي" صاحب فكرة الفيلم وهو إنتاج "الساتباك" سنة 1970 وعرض في افتتاح المهرجان في نسخة رقمية "تحت مطر الخريف" بطولة "حسيبة رشدي"، "الحبيب الشعري"، "منجية الطبوبي" وعدد آخر من الممثلين، فيلم بالأبيض والأسود، يذكره النقاد كثيرا على اعتبار أنه يسجل تصوير أول "قبلة" في السينما التونسية، تجري أحداثه في "القيروان" مسقط رأس "رضا الباهي" الذي يعرف جيدا مفرداتها الاجتماعية ومن رحمها صاغ فكرة الفيلم التي تتوقف عند أزمة البطالة، وينتصر للمرأة فاعلة في بيتها ومجتمعها، هي من تخرج للعمل في حياكة الزرابي، وتحاول تقويض الصعوبات الاقتصادية.
لكنها على الرغم من ذلك هي "امرأة" في النهاية يستدرجها رجل في علاقة حب تكتشف فيها طعم القبلة الأولى في حياتها ثم يتركها وقد فتر ما كان يستدرجها باسمه: "الحب". وتحت مطر الخريف يطردها شقيقها لأنها عار على العائلة. لكن الأم لا تقف صامتة. تعيد الطفلة إلى حضنها رافضة تقديمها فريسة للذئاب وهي كثيرة خارج جدران المنزل يذكر أن مهرجان السينما التونسية ينتظم في الفترة الممتدة من الاثنين 10 جوان إلى السبت 15 جوان 2019 ويقترح على محبي السينما التونسية 35 فيلما تعرض مجانا في قاعتي "الطاهر شريعة" و"سينما المدينة" مع ضرورة الحجز المسبق