وتحدثت "شيراز العتيري" في الإطار نفسه عن المبادرات الفردية في تمويل الأفلام التونسية وتتعلق أساسا بالإنتاج المشترك. ونوهت بهذه المبادرات لكنها لا تكفي وفي إطار البحث عن مصادر تمويل جديدة ، قدم المركز الوطني للسينما والصورة مبادرة "سنتو" التي تم الكشف عن نتائجها الأولى في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، وفي التصور نفسه سيتم الإعلان خلال مهرجان "منارات" عن مبادرة عربية Arab film plateform .
وتحدثت "شيراز العتيري" عن ضرورة مراجعة النصوص القانونية قائلة "لا يمكن الاستمرار في العمل بالنصوص الحالية وصيغة المنتج المدعوم من الدولة يجب مراجعتها" كما دعت المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة إلى ضرورة الفصل بين المنتج والمخرج فأمور التمويل يهتم بها المنتج أما المخرج فعليه التفرغ للإبداع والتفاصيل الفنية والتقنية، وهو أمر كان محل نقاش.
فقد علق "إبراهيم اللطيف" قائلا إن المنتج مبدع un créateur d’emploi de ce secteur كما اعتبر "كمال بن يونس" الفصل بين المنتج والمخرج في تونس أمرا غير ممكن وأشاد "دافيد أندرفون" ممثل المنظمة الدولية للتشغيل بالسينما التونسية وقال إنها معروفة بجودتها مستحضرا بعض الأفلام التونسية من بينها "صيف حلق الوادي" و"عصفور سطح" و"ريح السد"، إضافة إلى الأفلام العالمية التي صورت في تونس مثل "حرب النجوم" و"المريض الإنجليزي" .
وقال إن مشاركة تونس هذا العام بستة أفلام في مهرجان كان السينمائي دليل على قوتها وجودتها وتحدث السيد "أندرفون" أيضا عن الطاقات السينمائية الشبابية المتخرجة في المدارس السينمائية التونسية وهو ما دفع المنظمة الدولية للتشغيل إلى التدخل في أربع ولايات تونسية من بينها "تونس"، "منوبة" و"زغوان" وتوفر للشباب والنساء فرصا للتكوين في اختصاصات متعددة: التصوير الفوتغرافي، السينما، الغرافيسم، ألعاب الفيديو، هدفها تمكين هذه الطاقات من الخلق والابتكار في المجال الثقافي بشكل عام والقطاع السينمائي والملتميديا خصوصا .
أما المنتج "نجيب عياد" مدير أيام قرطاج السينمائية فقد تحدث عن "تكميل" باعتبارها منصة لدعم المشاريع السينمائية وقال إن هذه الورشة التي صارت تستقبل عددا كبيرا من الأفلام التي يحتاج أصحابها إلى تكملة لإنجازها. واعتبر مثل هذه الأقسام في التظاهرات السينمائية مصدرا مهما لتمويل القطاع السينمائي في تونس .
كما شارك في اليوم الدراسي الموزع والمنتج السينمائي الفرنسي "مارك سندبيرغ" الذي استعرض تاريخ الإنتاجات السينمائية المشتركة بين تونس وفرنسا مشيدا بالسينما التونسية واعتبر جودة الأفلام هي التي تفرض صيغا أخرى للتمويل بعيدا عن الدعم المباشر للدولة كما تدخلت أيضا "سيبيل سايز سميتس" المسؤولة على الإنتاج السينمائي في بلجيكا، والخبير المختص في الصناعات الثقافية "أحمد أمين عزوزي" .
وقد تمحورت التدخلات حول الصناديق والمؤسسات الأوروبية الداعمة كمصدر لتمويل السينما التونسية نذكر بأن مهرجان السينما التونسية الذي انطلق يوم الاثنين 10 جوان 2019 يتواصل إلى غاية السبت 15 جوان 2019 ليلة الإعلان عن عشرين جائزة تبلغ قيمتها المالية الجملية 170 ألف دينار