بعيون دامعة وبتأثّر كبير يقول صالح الدمس "لم أتحدث إلى والدي إلا عند بلوغي سنّ التّاسعة، وعندما انتقلت للعيش بين أبنائه الذين أنجبهم من زوجة ثانية، كان يتفنن في تعذيبي وضربي. لذا جاء أبي في أغلب قصصي وكأنه رديف للشر والقسوة والظلم والعداء. وهربا من الجحيم الأبوي، تركت البيت لأهيم على وجهي في أماكن مختلفة، ومع ذلك حصلت على جائزة اللغة العربية في المعهد." كتب الدّمس أوّل قصة له سنة 1967، وكان حينها قد أتى على أمهات الكتب في الأدب العربي والعالمي القديم منه والحديث، ثم تعددت قراءاته لتشمل الأدب التونسي ولجماعة "تحت السور" خاصة. تحدّث صالح الدمس كذلك عن مجموعته القصصيّة "ما أسهل الحبّ" التي روى فيها قصّة حبّ ملحميّة غاصت في تفاصيل الجسد وغرقت في أدقّ جزئياته بشكل يجعل قارئها يتخيّل بطلتها.
أمّا عن روايته "المزوقة" فيقول الدّمس: "هي رواية سياسية تقمصت فيها شخصية أستاذ فلسفة كلّ جريمته أنه تبرع بمبلغ مالي زهيد قدره عشرة دنانير لجاره الإسلامي وأرسل له بطاقتين بريديتين في مناسبتين مختلفتين وفجأة وجد نفسه معتقلا بتهمة تمويل جماعة إرهابية لتضاف إليها تهمة أخرى هي محاولة اغتيال رئيس الدولة بمحاولة تفجير الجسر المتحرك فيصدر ضده حكما بالسجن خمسة عشر سنة، لتنتهي الرواية بحرق البوعزيزي لنفسه وفرار الرئيس السابق وقيام ثورة 14 جانفي." و"صالح الدّمس" الذي زاول تعليمه الابتدائي والثانوي بمسقط رأسه "بنزرت"، عمل بسلك موظفي البريد التونسي ولم تمنعه الكتابة من مواصلة هذا العمل الذي يفخر به. كتب المقالة الأدبية والرواية والقصة القصيرة إصداراته في الرواية: "الرواية" (2000)، "حلم التفاح" (2009) و"المزوقة" (2016) وفي القصة القصيرة أصدر أول إنتاج له سنة 1986 بمجموعة "لا ينقصنا إلا الحب" لتتواصل تجربته بعد ذلك بعدد آخر من الإصدارات من بينها "حكايا الأمير" و"المرايا القديمة".