لأن الموعد الجديد يتعارض مع التزاماتهم لذلك أعادت غالية تكوين فرقتها المصاحبة لها في سهرة 15 أوت 2019 ودعت الأخوين الغربي وزياد الزواري من تونس وناصر سلامة من فلسطين وعلي شاكر من العراق علاوة على عازفين من الهند والسينغال وأكدت في هذا السياق أنها في سباق مع الزمن لتكون بكامل جاهزيتها في مصافحتها الأولى مع جمهور قرطاج "لست خائفة من هذا الموعد ولا من التغيير" ثم تستطرد "قد أكون خائفة الآن... الضغط وضيق الوقت وعدم تواجد العازفين في مكان واحد... لكني متأكدة من شيء: بمجرد صعودي على الركح سأغيب تماما وأدخل في حالة التيه والتجلّي مع ما اخترته من نصوص وموسيقات، علاوة على أنني من طبعي سريعة التأقلم مع أي وضع طارئ"
وتتحدث "غالية بنعلي" عن عرضها وهل هو صوفي فتقول "هو عرض روحاني... لا أشعر أني سأقدم عرضا فنيا بالمعنى التجاري وإنما كأني أقيم زردة وأدعو لها كل أحبابي ومعارفي" وتؤكد أنها من هنا وإلى غاية يوم 15 أوت ليست في عطلة ستعود إلى بلجيكا لتواصل اتصالها بالعازفين وتستأنف الاشتغال على "حضرة وصل" التي ستكون تونسية قلبا وقالبا تحاور من خلالها كل ثقافات العالم فتونس خليط من الثقافات أو هي "شوية من برشة ثقافات" لذلك ستعمل على هذا المعطى وتبرزه واثقة من قدرتها ومن إمكانياتها "قد أكون حكّاءة أكثر مني مغنية أو رسامة أو ممثلة والتواصل مع الجمهور يعنيني كثيرا مهما كان عدده".
غالية التي قدمت عروضا في مختلف بقاع العالم تحل بقرطاج بعد مسيرة تجاوزت ربع قرن " هل تشعر بالخوف لخوض هذا الامتحان الصعب؟ تجيب بابتسامة عريضة فتعترف بأنها عندما كانت طفلة راودتها فكرة الغناء على ركح المسرح الروماني، كان ذلك قبل أن تفكّر في الغناء أو تقرر احتراف الموسيقى..." في تونس هناك شيء قوي وغامض يحرك الفنان ويمنحه الطاقة وشحنة الحب... أتمنى أن يأتيني جمهور يعرفني وجاء من أجلي وآخر جاء ليكتشفني وآخر لا يحبني... ومن هنا وعلى هذا الركح يقرّر هل يختارني في المستقبل أو لا ومهما كانت النتيجة أنا سعيدة بها" غالية بنعلي لا تخطط كثيرا وتقول إنها لن تخترع أشياء غير موجودة هي فقط تبحث عن موسيقيين مختلفين قادرين على الدخول إلى تلك الحلقة أو الحالة الوجدانية السابحة في ألوان الطيف لتجسيد "حضرة وصل" كما ترسمها في خيالها. وسيكون موعد 15 أوت على ركح المسرح الروماني بقرطاج فرصة للسفر مع غالية بنعلي في عوالمها الخاصة ولاكتشاف المفاجأة التي لم تفصح عنها.