بإمكانياته المادية المحدودة استطاع مهرجان "ليالي برج قليبية" استقطاب جمهور كبير العدد عجز المسرح عن استيعابه في السهرة الافتتاحية للموسيقى السمفونية وهذا ما عبّرت عنه بفخر مديرة المهرجان "ميلاء صمود" التي استهلت كلمة الافتتاح بتوجيه جزيل الشكر للدكتور "محمد زين العابدين " وزير الشؤون الثقافية على تفاعله مع جمعية برج قليبية التي تأسست سنة 2017 وتقديم كل الدعم المادي واللوجيستي لإنجاح هذه الدورة التي جاءت ضمن مشروع " تونس مدن الحضارات ومدن الفنون" كما نوهت بمجهود وكالة إحياء التراث.
في تمام العاشرة ليلا اعتلى الأركستر السمفوني التونسي المتكون من ثلاثة وعشرين عازفا الركح بقيادة المايسترو "شادي القرفي" الذي عاد بجمهور قليبية إلى عصر الباروك للقرن السابع عشر مع أجمل موسيقات موزار الأب والابن مرورا بالعصر الروماني والرومانسي مع "براهمس" وصولا إلى الموسيقيين القوميين ك"بيلا برتوك"، الروماني و"قوستاف هولست" البريطاني.
ساعة ونصف من الزمن انتشى فيها جمهور قليبية مع القطع الموسيقية التسعة التي قدمها الأركستر السمفوني التونسي "موسيقى الليل " ، "اداجيو البينوني "، "الرقصات الرومانية"، "الرقصات الهنقارية" وغيرها من المؤلفات الموسيقية العذبة .
لم تكن سهرة افتتاح "ليالي البرج قليبية" خالية من المفاجآت باعتلاء عازف العود المتألق "بشير الغربي" المسرح تحت وابل من التصفيق ليقدم معزوفة "رابسو دي جاهرقاه" لحسن روزياف من اذربدجان في تناغم بين روعة الموسيقى الأوبيرالية الغربية وسحر الموسيقى العربية في لقاء متفرد بين آلة العود والآلات الأركسترالية.
أما مسك الختام فكان مخصصا للأطفال بمعزوفة "ألعاب الأطفال " لموزار الأب حيث أبدع في عزفها خمس أطفال تتراوح أعمارهم بين 07 و12 عاما رفقة الأركستر السمفوني التونسي على آلات تشبه العاب الأطفال كآلة عصفور الماء، الفلوت، المثلت... وتتواصل العروض الفنية لليالي برج قليبة الى غاية 24 أوت 2019 وسيكون الموعد في سهرة الاختتام مع عرض "ديدون وايني " إدارة هشام العماري.