أما الجزء الثاني من التكريم فانطلق بزيارة الحاضرين للمعرض الوثائقي الذي أقيم للشاعر المحتفى به وتم فيه استعراض أهم المحطات التي مرّ بها جلال الدين النقاش، منها كلمات النشيد الوطني "ألا خلدي "، وهو الذي عاصر عديد الشعراء منهم أبو القاسم الشابي، كما يعتبر من أكثر الشعراء البارزين الذين محيت آثاره بعد موته مباشرة. كما وثّق المعرض عديد التظاهرات التي أقامها منتدى الفكر التنويري التونسي: تكريم الأديبة "نافلة ذهب"، تكريم الروائي "حسن نصر"، تكريم "علي البلهوان" وغيرهم.
ترأست الأستاذة زهور العربي الجلسة الفكرية الثانية التي افتتحها الأستاذ منجي الكعبي متحدّثا عن قصة قصيدة "ألا خلدي" أو كما سماها قصيدة العلم، التي تعتبر من أبرز أعماله تم اعتمادها كنشيد وطني من 1958 حتى 1987، وتم تلحينه من قبل صالح المهدي قبل أن يتم تغييره ب"حماة الحمى" وهو النشيد الوطني التونسي الحالي، كتب أغلب كلماته مصطفى صادق الرافعي وتمّت إضافة بيتين للشاعر أبو القاسم الشابي ولحنه أحمد خير الدين.
وكانت المداخلة النقدية الثانية مع الشاعر المنصف المزغني بعنوان "تجربة نظم الخرافة للأطفال لدى جلال الدين النقاش"، يقول المزغني: نال الشاعر محمد جلال الدين النقاش شهرة واسعة في تونس و بعض الدول العربية الأخرى، و قام بنظم الشعر لأغراض عديدة و منها التعبير عن أساليب التربية في المجتمع التونسي، و قد اشتهرت أشعاره للغاية و تداولها الجميع، ورسم صورا خاصة للحياة والطبيعة والمرأة والطفل في شعره، و نجد في شعره الكثير من التعبير عن مشاعره و أحاسيسه، فنجده يعطي قيمة كبيرة للطفل وللتربية في كتاباته خاصة أنه عمل كموظف في وزارة التربية القومية في ذلك الوقت."
أما المداخلة الثالثة التي تبعت بنقاش فكانت من تقديم الصحفي بالإذاعة التونسية "عبد الستار النقاطي" بعنوان "جلال الدين النقاش الإذاعي" الذي قدّم نبذة موجزة عن النقاش وأكّد في هذا الإطار:" لئن اشتهر النقّاش بشعره الغنائي الذي كان يمتاز بالرقّة وعمق التأمّل وشفافيّة الصورة، فإنه كان متنوّع المواهب، إذ نظم في الزّجل، وكان له نشاط مسرحيّ تمثيلا وتلقينا وتأليفا وإدارة، وكان مسامرا شيّق الحديث في الإذاعة التونسيّة سنة 1938، وكان أيضا شغوفا بالرياضة، كما كان عضوا في النادي الأدبي للمعهد الرشيدي وجمعيّة الاتّحاد المسرحيّ، ونشر في عدّة جرائد ك"الصواب" و"النديم" و"الزهرة" و"النهضة" و"العمل" و"الصباح" وعدّة مجلاّت ك"العالم الأدبي" و"الثريّا" و"المباحث" و"الندوة"."
يذكر أن جلال الدين النقاش حاز على العديد من الجوائز الشعرية في مختلف المسابقات، وعلى الصنف الرابع من وسام الجمهورية.