كما ترحم على روح الراحل "شوقي الماجري" حضر حفل افتتاح الدورة السادسة لأيام قرطاج الموسيقية عدد من الفنانين: "عدنان الشواشي"، "فوزي بن قمرة"، "لبنى نعمان"، "شكري بوزيان"، "ليلى حجيج"، "المنصف عبلة"، "مريم الصياح"، "إباء حملي"، "أميرة الدرويش"، "حيدر أمير"، "هشام النقاطي"، "محمد علي شبيل"، "آية دغنوج"، "علي بنور" وغيرهم...
كانت ليلة هادئة، راقية وبسيطة على الرغم من الحزن الذي خيم على المسرح ألما على كل من رحل من فنانين في الفترة الأخيرة: نجيب عياد، منيرة حمدي، شيراز البوزيدي، شوقي الماجري ولطفي جرمانة نشطت السهرة بتميز كبير "رباب السرايري"، وتحدث مدير الدورة السادسة لأيام قرطاج الموسيقية "عماد العليبي" عن البرنامج العام للمهرجان مشيرا إلى تميز المشاركة التونسية هذا العام كما وكيفا وتم خلال الافتتاح تكريم الفنانة الراحلة "منيرة حمدي" وتسلم ابنها "عزيز" درع التكريم وروحها الجميلة ترفرف في أرجاء المسرح والتأثر باد على الحاضرين أما السهرة الموسيقية فكانت عذبة، رقيقة، اهتزت لها المشاعر قبل الآذان مع الفنان "أمين بوحافة" ساحر الموسيقى التصويرية والأركستر السمفوني التونسي بقيادة "محمد بوسلامة" هو الذي ملأ الموسيقى التصويرية لكل عمل بالعاطفة والتشويق والإثارة وأكثر من حالة مختلفة وبدأ أمين يتصدر المشهد الموسيقى في الأعمال السينمائية والتلفزية ليصبح بطلا من أبطالها. بدايته المبكرة كانت توحي بنبوغه الموسيقى، فقد بدأ العزف على البيانو في سن الثالثة وبعدها تعرف على الموسيقى العربية، ثم تحصل على دبلوم الموسيقى العربية وهو في سن الثانية عشرة ليكمل دراسته للموسيقى في فرنسا، فدرس البيانو الكلاسيكي والهارموني وعزف الأوركسترا مع أفضل مدرسي المعهد في فرنسا.
وفي مختلف محطاته المبكرة كان "أمين بوحافة" محبا للموسيقى العربية، لأنه كان يجدها عاطفية جدا، وحساسة، وكان أيضا يحب أن يستمع إلى عبد الوهاب الذي اكتشفه وأحبه من خلال والدته، كما كان يحب سماع السيدة أم كلثوم، والقصبجى، وسيد درويش، وفيروز، والرحابنة. بين المعرفة وإثراء مخزونه الحسي من الموسيقى استطاع "أمين بوحافة" أن يغرد خارج السرب. أن ينظم موسيقاه التي تخرج من القلب فتقع في القلوب. يحتسيها رويدا رويدا من رحم السيناريوهات التي يقرؤها فتصبح كتابة جديدة للأثر الفني فيلما كان أو مسلسلا في عرض افتتاح الدورة السادسة لأيام قرطاج الموسيقية كانت الرحلة ممتعة مع الأركستر السمفوني التونسي بقيادة "محمد بوسلامة" و"أمين بوحافة" الذي قدم مجمل مقطوعاته الموسيقية الخاصة بالأعمال الدرامية والسينمائية والشاشة الخلفية تزدحم بصور هذه الأعمال ومعها آخر المترجلين "شوقي الماجري" البداية كانت بموسيقى مسلسل "جبل حلال" للمخرج "عادل الأديب" (2014) مع الممثل الكبير الراحل "محمود عبد العزيز"، ثم كان الموعد مع موسيقى مسلسل "طريقي" للمخرج "محمد شاكر خضير" (2015) بطولة "شيرين عبد الوهاب" وعرفت الأغنية نجاحا لافتا بصوتها، كما أدتها "عبير نصرت" بالكثير من التمكن كما قدم قطعتين من الموسيقى الخاصة بمسلسل "غراند أوتيل" للمخرج "محمد شاكر خضير" أيضا (2016) متبوعتين بأربعة قطع من فيلم "تيمبوكتو" للمخرج الكبير "عبد الرحمان سيساكو" الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي والحائز على عدد كبير من الجوائز كما قدم الأركستر السمفوني التونسي بقيادة "محمد بوسلامة" وأمين بوحافة العديد من القطع الموسيقية الساحرة التي قام بتأليفها في سياقاتها الدرامية من بينها "باب الخلق"، "حارة اليهود"، "أهو ده اللي صار"، "لا تطفئ الشمس"، وكانت نهاية السهرة استثنائية مع موسيقى "العراب" للأيقونة "مارلين براندو"