بداية الأمسية كانت مع عازف القيتار التونسي "غسان الفندري" بعرض "ساوندسكايب" وهو مشروع موسيقي منفرد حمل من خلاله الجمهور الحاضر في رحلة دامت أربعين دقيقة نحو التراث الموسيقي للقارة الإفريقية وفق نظرته المعاصرة وينفتح في الوقت نفسه على ثقافات متنوعة أضاف إليها بصمته الخاصة لحنا وعزفا انطلقت من المحيطات وغابات الأمازون وصولا لصحراء إفريقيا وقبائلها قبل أن تحط الرحال في عمق الموروث التونسي.
من "الدائرة الافتراضية " التي توحي للسامع أنه في إحدى غابات الأمازون إلى "أنا النور" بمرافقة شعرية ل"إسلام الجماعي"، "كانكونس" من التراث الإفريقي و"حمام" على إيقاع السطمبالي تفاعل الجمهور بحماس مع العرض قبل أن يستقبل الفنان البوركيني "كانازووي " الذي عبّر عن فرحته الشديدة بإحياء حفل في تونس.
بفرقة تتكون من ستة عازفين من فرنسا وبوركينا فاسو قدم "كانازووي" تسع أغان تتناول العديد من القضايا الإنسانية حيث غنى للوطن، للمرأة، للحب، للسلام والمهاجرين من أوطانهم قبل أن يتغير إيقاع العرض على أنغام التراث البوركيني من خلال آلة "البالافون" وهي آلة إيقاع خشبية مصنوعة من القرعة المجففة تستخدم في موسيقى غرب إفريقيا وهم "بابا"، "موسو"، "دنيا"، تاتا"، "تونقا"، "كوناديا"، "اسوروكو"، "تاني سابا" و"بامبالايا".
أما اختتام المسابقة الرسمية لأيام قرطاج الموسيقية فكان مغربيا مع الفنانة "سكينة فحصي" التي قدمت على مدى خمس وأربعين دقيقة مجموعة من الأغاني التي لامست الروح مع فرقتها المتكونة من أربعة عازفين وصوتها متعدد المساحات واسع القدرات وسكينة فحصي هي فنانة وملحنة عصامية التكوين بدأت مشوارها الفني من المغرب لتصل إلى العالم العربي بعد مشاركتها في برنامج المواهب "آراب غوت تالنت".