رجل وامرأة في وطن يعيش حالة حرب تمرّ الأيام ثقيلة تحت أصوات القصف والمتفجرات، عمار/الزوج وهو صانع عرائس مهووس بحب الوطن وشغوف بفنه أمّا الزوجة/ريّا فهي وإن كانت تقاسمه حبّ الوطن وشغفه الفنّي إلاّ أنها ملّت الحياة على وقع الخوف وأخبار الموت والاستشهاد اليومي، تحاول إقناع عمار بالرحيل كما رحل كل الجيران والأصدقاء الباحثين عن أمان فقدوه في محيطهم... يرفض عمار الخروج متحسسا طريقه وسط الجثث والأشلاء وتصر ريّا، صراع يتواصل على امتداد خمس وأربعين دقيقة (زمن العرض) كلّ يقدّم مبرراته للرحيل والبقاء، يتخللّ هذا الجدل تفاصيل عن الحياة والحب، عن اليأس والأمل عن الفن والعقم وأشياء أخرى... تصرّ ريّا على الرحيل وترحل لكنّها سرعان ما تعود رافضة ترك عمّار وحيدا في مواجهة الخطر المحيط بالبيت، وكلّما تعود تخبره بموت أو استشهاد واحدا من الجيران والأصحاب معتقدة أنها تقدّم له مبررات مقنعة لترك البيت، هذا البيت الذي يعتبره وطنا والعرائس التي صنعها أبناء يغنّي لهم أغنيات النوم ويمنحهم أسماء ويتحاور معهم...
يطول الجدل ويتحّول إلى رتابة مقيته تنعكس على أداء الممثلين وهو أمر مقصود أراده المخرج للدلالة على ثقل الوقت وقتامة الوضع... كلّ شيء ضبابي في مدن الخوف والدمار حتى المشاعر التي كانت رابطا قويّا بين الزوجين رغم عدم إنجاب أبناء تحّولت إلى لوم وبحث في تفاصيل الماضي لتسهيل عمليّة الانفصال...
وهو ما حدث في آخر العرض حيث غادرت ريّا وتركت عمار يواجه مصيره القاسي، الموت تحت أنقاض البيت الذي دمّرته قنبلة حوّلت العرائس وأدوات صنعها إلى أشلاء... هكذا تساقطت أوراق الحياة بين أصابع عمار تدريجيّا في احتضار يومي ثقيل وقاسي في إحالة على ما تعيشه الأوطان العالقة بين فكّي آلة الحرب التي دمرت الإنسان والإنسانية. فجأة يتغيّر كل شيء ويتلاشى بسبب الصراع الأخلاقي والوجودي والتغيرات الحديثة التي طرأت على هذا الفن الراقي.
أحداث المسرحية تدور حول الفنان والصراعات التي يعيشها لمواجهة التغيرات المحيطة به ومن هنا لا يجد أمامه خيارا سوى العزلة ليبقى وفيّا لفنّه وشغفه به.