برباطها الذي أحاط المدينة، ذلك الحصن الصغير الذي شيّد في القرن الثامن لحمايتها وتمّ توسيعه في وقت لاحق من قبل سلاطين تونس ثم من قبل العثمانيين وتحول الآن إلى متحف يضم القطع النادرة، توسّعت ولاية المنستير أو "بروسبينا" باللغة اللاتينية في رحاب مدينة الثقافة التي استقبلتها بكلّ حفاوة وفتحت لها كلّ فضاءاتها.
انطلقت الاحتفالية من أمام المدخل الرئيسي لمدينة الثقافة المطل على شارع محمد الخامس مع إيقاعات ماجورات قصر هلال ومكنين، استعراض الفرسان، عرض كوريغرافي لباليه المنستير وعرض مسرح الشارع "الفلاقة" لنادي رحالة بالمركب الثقافي بالمنستير. صنعت هذه الفرق الفرجة واستوقفت العابرين فازدحم مدخل المدينة بالجمهور الذي تفاعل رقصا وتصفيقا. وفي البهو الرئيسي لمدينة الثقافة، تعرف جمهور المدينة على جوانب من الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لولاية المنستير الساحليّة عبر معارض للصناعات التقليدية والفنون التشكيلية وأعلام الجهة مثل الزعيم الحبيب بورقيبة من خلال معرض البورتريه للفنان التشكيلي علي البرقاوي الذي احتوى معرضه على احد عشر صورة لابرز الوجوه السياسية والثقافية اصيلي الجهة على غرار الراحل نجيب عياد ، الطاهر شريعة وغيرهم ورواق خاص بالخدع السينمائية كما كان الجمهور على موعد مع الورشات الحية للمهن والحرف التقليدية والإنتاجات الفلاحية، إضافة إلى الأكلات التقليدية التي قدمتها المنستير مثل الكسكسي و سمك "الشركاو" المطبوخ على البخار وغيرها. أما في ساحة المسارح فقد كان جمهور مدينة الثقافة على موعد مع جداريات للفنون التشكيلية والعرائس العملاقة في حين احتضن مسرح المبدعين الشبان عرضا مسرحيا بعنوان "مزاد علني " تأليف محمد الصحبي بن حسن عن نص مسرحية ترنيمة الحوت المهجور للكاتب الفرنسي ايف لوبو ، أداء هالة عزيزي، ريم عبد المجيد، شكري سلامة و زياد مسعودي اخراج محمد فوزي اللبّان. واختتم يوم ولاية المنستير التي أنجبت أعلاما لا ينسوا في مسرح الجهات بعرض "ألحان الصداقة" تقديم أركستر المعهد العمومي للموسيقى والرقص بالمنستير بالتعاون مع معهد الموسيقى بمدينة ''فوارون" الفرنسية الذين قدموا مقطوعات موسيقية لأشهر المعزوفات لبيتهوفن ،عمر خيرت ووصلة من اجمل الأغاني التونسية و التي تداول على أدائها ثلة من فناني الجهة تلاها عرض موسيقى صوفيّة بعنوان "مزاج" لفرقة الإنشاد الصوفي بالمنستير.