جمهور غفير تفاعل طوال ستيّن دقيقة مع مسرح فارغ يلفّه الظلام إلاّ من رقعة ضوء تركّزت على كرسيّ أحمر اللّون توسّط الركح وطاولة صغيرة ولوحة "بورتريه" للرسام سمير شوشان تبيّن في ما بعد أنها جمعت شخصيّة والد وابن رفيقة، الشخصية الرئيسية، إضافة إلى الحبيب بورقيبة والفاضل بن عاشور والشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي. بالفوطة والبلوزة التونسيّة، ومع تصفيق وتفاعل كبير من الجمهور الحاضر، اعتلت "نجوى ميلاد" أو "رفيقة قرقوري" كما سمّت نفسها في العرض، الرّكح مصحوبة بموسيقى المالوف وأغاني الأعراس التونسية، وهي ترقص وتغني وتبارك للجميع حضورهم إلى زفاف ابنها الوحيد قبل أن تغيّر حلّتها وتجلس لوحدها في غرفتها وتفتح دفاترها البالية.
انتقدت نجوى ميلاد بأسلوبها الساخر بعض السلوكيات الاجتماعية التي تحدث في الأعراس التونسيّة، والمناوشات التي تحدث بين "الحماة والكنّة" أو بين الجارات، ثم عادت إلى ماضيها واستعرضت ألبوم صور علاقاتها العاطفية السابقة، التي صوّرتها على أنها كارثيّة التي علقت فشلها على طبيعة الرجال و عدم قدرتهم على التواصل معها و من هنا يأتي هنا اسم العرض "للرجال بركة".
مونودرام "للرجال بركة" هو مجموعة من التجارب الواقعية التي عاشتها الممثلة "نجوى ميلاد"، وعبّرت عنها بكلّ حرية ودون قيود أو محرّمات، بعد أن أكست الأحداث بعدا روائيا، واختارت فيها التعبير عن الوقائع والسلوكيات الاجتماعية التي يشترك فيها الرجال، بأسلوب هزلي ساخر، يحمل في باطنه آلاما وأحكاما عن طريقة تفكير الرجال وعن طغيان العقلية الذكورية على سلوكياتهم في المجتمع.