بحضور جمهور متعطش للفن الرابع انطلقت مسرحية "قمرة دم " التي تدورأحداثها حول لقاء خلال ليلة قمر الدم، جمع بين علياء وزينب ، بعد اغتيال شاعرة تدعى "هادية" في إحدى الساحات العامة، تخوضان خلاله في التدفقات المضطربة والمتقلّبة بين الواقع والهذيان وسط فضاء مسرحي خيّم عليه السواد والإضاءة الخافتة التي زادت المكان وحشة فتعالت صيحات الفزع لتسرد كل واحدة منهما قصة معاناتها في الحياة و تنفجر الذاكرة المفخخة بالألم والمعاناة .
تحيلنا المسرحية إلى أحداث سياسية عاشتها بلادنا وهو مايجذّر العمل في واقعه السياسي الإجتماعي لا سيما وأن الحوار بين علياء وزينب قام أساسا على التساؤلات التي يطرحها المواطن التونسي بإستمرار و الذي حاصر الذاكرة الوطنية وقام بعملية محاسبة لسنوات الجمرو لعذاب كل من اختلف مع نظام ماقبل الثورة كما شرع أيضا في عملية محاسبة الانجازات السياسية والاجتماعية في سنوات مابعد الثورة مما يدفعنا الى التفكير مليا قبل خوض معاركنا السياسية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلد.
هو إنحباس الأنفاس عند الغوص في قصص إمرأتين تبحثان وتسألان وتضيعان في خبايا ذاكرة متشظية، تقتفيان آثار بعضهما البعض وتخوضان في التدفقات المضطربة والمتقلبة بين الواقع والهذيان.، بين الرغبة والقنوط، الهروب والبقاء، تتواجه زينب وعلياء لفضح الحقائق والشرور المخيفة والأحلام المخيّبة للآمال وهما محاصرتان بهوس ولادة جديدة.
تنتهي مسرحية قمرة دم بدعوة إلى مواصلة الحلم والتشبث بفكرة مواصلة الحلم و العمل للوصول الى مرحلة اكتمال القمر حتى لا تضيع دماء الشهداء هباء. مسرحية "قمرة دم" إنتاج مسرح الحمراء وأداء بسمة العشي ومريم الصياح، نص بسمة العشي وإخراج معز مرابط.