انطلقت المسرحية التي قدّمت باللغة العربية الفصحى على مسرح تلحّف الظلام لتظهر الشخصيات الرئيسية مرتدية ملابس واقية من الفيروسات تقف أمام خلفيّة فيديو "مابينغ" تصاحبها المؤثّرات الصوتية لتبدأ الأحداث بالتواتر حتى ظهور الوحش الذي أدّى دوره الممثّل "رامي الشارني".
تروي المسرحية قصّة كائن فضائي يرتطم بالأرض في حركة كونيّة غريبة. يقوم العلماء بنقله إلى المخابر العلمية وإخضاعه لتجارب عديدة ليكتشفوا قدرته على التأقلم مع البشر فيطمئنّون له، ومن ثمّ يرسلونه إلى المدينة للتعايش مع سكّانها. ورغم خوف الجميع منه، والبحث عن محاولات الخلاص من هذا العملاق الذي سقط عليهم سهوا، إلا أنه مع الوقت، ونتيجة للرائحة التي أفرزها هذا الوحش وأدمنها كلّ سكان المنطقة، أصبح الجميع متعلقا بهذا الوحش ووجوده.
المفارقة أنهم في البداية نصبوا له فخاً، لكنهم اعتادوه، وأصبحوا لا يريدون سوى عطره الساحر، ولا يتورعون عن الاقتراب منه، رغم أنه يلتهمهم الواحد تلو الآخر، حتى خلت المدينة إلا من شاب ورجل عجوز.
«الجميع يحبه، ما عداك. لأنك لم تستنشق أبداً عطر أزهاره العجيبة. يُشاع أن المرء عندما يستنشق عطر تلك الأزهار التي نبتت على ظهره البشع يحس بسعادة غريبة وغبطة خفية ويختفي الخوف كله، كل المخاوف والأحزان. وحتى الآلام العضوية تختفي. والمسنون ينسون أنهم شاخوا. والمرضى ينسون أنهم مرضى. إنه يُشفي جميع الآلام».