هكذا انطلق الموسيقي العراقي نصير شمة خلال الندوة الصحفية التي انعقدت مساء الأحد 7 أوت بالمركز الإعلامي في الحديث عن مشروعه الفني الجديد الذي يقدّمه مساء الأربعاء 10 أوت على المسرح الروماني تحت عنوان "بناة السلام" في إطار الدورة السادسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي.
وأضاف متحدّثا عن العرض: "في هذا الاتجاه الآخر قراءة لمدن عشت فيها وتنقلت في شوارعها وبين أزقتها، مدن أحببتها وتركت فيّ أثرا لذلك أردت أن أٌعلي من شأن ما عشته وأحببته من خلال ثنائية الحب والأسطورة"
نصير شمة تحدّث عن مجموعة مؤلفات موسيقية أنجزها في شكل عشرة أبواب، فيها مكاشفة وصراحة وروحانيات، تحدّث عن قرطاج العزيز على قلبه وعن المعزوفات التي أعدّها خصيصا لتونس تحمل شيء مما عاشه فيها، مشيرا "هذا جزء من حق العشرة وأنا لا أعتبر تونس محطّة أقمت فيها لخمس سنوات بل فيها جانب من تركيبتي الفنية، قدّمت الكثير من الحفلات بالجامعات التونسية في التسعينات وعايشت جيلا يحب الموسيقى ويعرف كيف يعبّر عن نفسه تلك العروض كان لها طعم خاص لا زلت أعايش صداه ففي كلّ عرض أقيمه بأي بلد من هذا العالم أصطدم بأحد الطلاب الذي يذكرني بتلك الفترة وفي كل العروض ألتقي بجمهور تونسي يملأ الفضاء... كل هذا أعود إليه بطريقة ما في عرض بناة السلام بنظرة حقيقية هي انعكاس المحبة التي عشتها في تونس"
خلال الندوة الصحفية لم يكتف نصير شمة من الحديث عن تونس وذكر أنه ألّف لها عديد القطع الموسيقية على غرار "إلى تونس" و"لا يليق بك الحزن" مؤكدا مرة أخرى أنه الان في مرحلة الأسطورة والحب...
"بناة السلام" عرض يضم أحد عشرة عازفا من جنسيات مختلفة وعن كيفيّة الاجتماع بهم والعناصر المشتركة بينهم أوضح أنه خلال جولاته الفنية في كل بقاع العالم عندما ينبهر بموسيقى يحتفظ باسم وصورة صاحبها كجزء من تبنّي الأشياء الجميلة، وقد سبق لهؤلاء العازفين أن اجتمع معهم في مشروع "أمنا الأرض" الذي يحكي عن أحد أكبر الكوارث البيئية ويضيف نحن كموسيقيين لا نعيش على الهامش ولا نستطيع أن نكون كذلك لا بدّ أن نكون حاملي رسالة سلام ومحبة للعالم... عن العروض التي قدّمها قبل مجيئه (أو عودته إلى تونس) تحدّث نصير شمة عن "بناة السلام" الذي قُدم بجبل "عكمة" وهو موقع أثري جميل بالسعودية فُتح لهذا العرض خصيصا بصفته سفيرا لليونسكو وعن عرض "الأولمبيا" بباريس والعرض الذي قدّمه قبل شهر رمضان بالعراق احتفالا بعودة الفتيات والشبان العراقيين لدراسة الموسيقى كما تحدّث عن الكتاب الذي ألّفه عن "الأسلوبية في فلسفة الجمال" الذي ترجم لأربع لغات وفيه يحكي عن الموسيقى ودورها في تجميل العالم.