ولم يكن ممكنًا لمن شاهدوا ذلك العرض المسرحي المدرسي أن يخطر ببالهم أن الطالب الذي يُمثِّل دور "يوليوس قيصر"، أو يصرخ متألمًا بعبارته الشهيرة: "حتى أنت يا بروتس"، سيلقى مصيرًا مماثلًا حين يتنكر له بعض رجاله ويطعنون فيه، ويهدي السناوي كتابه إلى "الأجيال الجديدة، التي تحتاج لفهم ما جرى"، حسب قوله. الكتاب صدر عن دار الشروق المصرية في 14 فصلا و369 صفحة، ويطرح عدة تساؤلات عن مشروع جمال عبدالناصر ولماذا صعد وكيف خذله نظامه السياسي، كما يتساءل: "إلى أيِّ حدٍّ يتحمَّل عبدالناصر مسؤولية ما انتهت إليه تجربته، وما تبناه من آليات حكم ناقضت مشروعه؟".
ويشير السناوي إلى أن "الكتاب محاولة لإعادة قراءة التجربة الناصرية مشروعًا ونظامًا وإرثًا وصراعًا، امتدَّ عبر العقود، قراءة وليست تأريخًا، رؤية لمستقبل وليست تحليقًا في ماضٍ، باعتبار أن التاريخ هو مادة المستقبل بقدر ما تساعد قراءته على بناء التصوُّرات وإحكامها بأكبر قدر ممكن من الموضوعية دون تبرير لخطأ، أو اندفاع بمشاعر. الموضوعية طريقة نظر تقدر وتنصف وفق حقائق العصر الذي جرت فيه الحوادث".
ويقول المؤلف: "بالوثائق والشهادات وبعضها شبه مجهول، وبعضها معلوم أنها موجودة، حاولت بناء رؤية جديدة في عصر جديد لأهم تجربة عربية في التاريخ الحديث، وأكثرها إثارة للجدل كأنه نظرة في المرآة لقوتها وتجاعيدها".
عبدالله السناوي من أبرز المحللين السياسيين في مصر، ترأس تحرير جريدة "العربي" الناصري من مايو/أيار 2000 إلى 2011، وعمل مديرا لتحرير مجلة "الموقف العربي" ثم جريدة "صوت العرب" في الثمانينيات، ثم انضم إلى جريدة "الأهالي". كتب لعدة صحف خليجية منها "الخليج" الإماراتية، و"الشرق الأوسط" اللندنية، و"الجريدة" الكويتية، ومن أهم كتبه "يوميات جمال عبدالناصر في حرب فلسطين" الصادر في 2010 ويضم يوميات كتبها عبدالناصر بخط يده وسلمها إلى محمد حسنين هيكل منذ 55 عامًا، وكتاب "أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز" الصادر عن دار الشروق عام 2017.