واستغرقت تلك الزيارة 3 أيام، قضاها السادات في حيفا الساحلية (شمال)، حيث قدم بحرا على متن اليخت الرئاسي المصري "حرية"، مُنطلقا من الإسكندرية. وحُفظت تلك الوثيقة في ملف رئيس إسرائيل الخامس إسحاق نافون، الواقع في الأرشيف الإسرائيلي. ولم يُعرف كاتب الوثيقة المكتوبة باللغة الإنجليزية، ولا لمن وُجّهت.
وشددت الوثيقة على "مكر السادات السياسي"، حيث جاء بها أن "السادات لديه موهبة في عرض الحجج وتشويه الحقائق"، ثم قيل إنه "يتمتع بقدرات إقناع مميزة، وأنه متفوق في العلاقات العامة". وتصوَّر الوثيقة السادات على أنه "ذئب وحيد، حدسي وحكيم، لا يُشرك أي شخص في تحديد سياسة مصر الخارجية".
كما ناقشت الوثيقة الأمن الشخصي للسادات. وأفيد بأن خطواته تصنع له أعداء يريدون إلحاق الأذى به، وبالتالي، فإن "مسألة أمنه الشخصي، هي الشغل الشاغل للأمن المصري". وكُتب في الوثيقة، أن الأمن المصري يتابع العناصر الليبية والفلسطينية و "دوائر المعارضة المحلية"، خشية على السادات.
وعلى الرغم من أن "النبي المجهول" اعتذر عن صعوبة التنبؤ بمستقبل السادات، لأن وقت ولادته مجهول، وأنه من غير المعروف أولد نهارًا أم ليلًا، إلا إنه توقع وجود خطر على السادات آنذاك، مشيرا إلى أن هذا الخطر "سيكون ملموسا جدا، في عام 1980، أو العام الذي يليه". وصدقت هذه التنبؤات، حيث قتل السادات في العام 1981.
وزعمت الوثيقة أنه "بحلول تشرين الثاني / نوفمبر 1981 أو 1982، سيبدو السادات وكأنه قد أصبح زعيم العالم العربي بأسره"، وتنبأت الوثيقة، في أن مكانة السادات ستكون عالية جدا، وسيتمتع بمكانة عالمية، في 1984".