وقال الرئيس بوتين في كلمته في الجلسة العامة لمنتدى "روسيا تنادي!" المنعقد في العاصمة موسكو: "الاقتصاد الألماني والأوروبي يعيشان أوقاتا صعبة بسبب عدم توفر الحصول على موارد الطاقة المستقرة بأسعار زهيدة، وكذلك بسبب عدم إمكانية الاستثمار واستخدام العملة الأوروبية في التسويات واستخدام شبكات النقل".
وحدد بوتين في كلمته أبرز نتيجة اقتصادية حققتها البلاد خلال السنتين أو الثلاث سنوات الماضية وتتمثل في "تغيير هيكل الاقتصاد الوطني".
وأضاف بوتين: "هناك شركات ألمانية تغلق في عدد من القطاعات من بينها الأسمدة والزراعة، لقد خسر الاقتصاد الألماني السوق الروسية".
وأردف: "معدل النمو في الاقتصاد الأوروبي 1% أما في الاقتصاد الروسي 3.9% وقد يصل إلى 4% في هذا العام".
وأكد بوتين أن الأمريكيين يمنعون ألمانيا من استخدام الموارد الرخيصة من روسيا، ويوفرون إمكانية التربح من الموارد والصناعات الأوروبية وذلك على أقل تقدير ليس نهجا "صديقا" لأوروبا.
وتابع الرئيس: "العودة إلى المواقع القديمة في السوق الروسية صعب، ولن تكون هناك عراقيل من جانبنا، ولكن المشكلة تكمن في العقبات السياسية التي تضعها المفوضية الأوروبية وغيرها من الإجراءات داخل الاتحاد الأوروبي".
كما ساق الرئيس الروسي قصة معبرة تتوافق مع الواقع الحالي السائد في العالم بين الشرق والغرب وقال روى لي أحد أصدقائي واقعة حدثت معه حينما كان يتجول في برلين لأسباب تتعلق بعمله. وخلال جولته، وصل إلى ضفاف نهر شبريه حيث التقى صياداً، فسأله صديقي: هل الصيد وفير؟ فنظر إليه العجوز من تحت إلى فوق وأجاب: لا لا يوجد سمك اليوم.. فسأله صديقي: لماذا؟ فرد العجوز: لأن الريح قادمة من الشرق.. فقال صديقي: هكذا دائما، كل ما هو سيء وقذر يأتي إلى الشرق، فسأله العجوز: هل أنت بولندي؟ فأجاب الصديق كلا.. أسوأ من البولندي.. فصمت العجوز..".
وأضاف بوتين: ما أريد قوله من روايتي لهذه الحادثة أنه "اليوم كل ما هو يأتي من الشرق جيد ومثمر.. انظروا إلى الظروف التي تُهيأ للاقتصاد الألماني من جهة روسيا، مقارنة بما يوفره لها حلفاؤها التقليديون وشركاؤها من الغرب، ونحن نتحدث الآن فقط عن بيئة الأعمال"، هكذا أشار رئيس الاتحاد الروسي إلى الفارق في الفرص الاقتصادية الموفرة لألمانيا بين الشرق والغرب.
وتابع: كل ما يحدث في مجال الأمن والسياسة يحفز التغييرات التي تحدث في العالم. عندما أسمع أن روسيا تحولت إلى الشرق والجنوب، روسيا لم تتحول ولم تتغير. روسيا بدأت منذ الألفية الجديدة تتحول ببطء واستقرار نحو مراكز التنمية الجديدة (الشرق)".