يقترح أردوغان مد أنبوب غاز في البحر من حقل “لفيتان” حتى تركيا، ومن هناك إلى أوروبا. ومد أنبوب إلى تركيا موضوع يتعلق بمسافة 650 كم، بتكلفة 2 مليار دولار، وهو أرخص بكثير من أنبوب إلى أوروبا عبر قبرص واليونان. هذا الأنبوب سيوفر الغاز للاستهلاك المحلي في تركيا وسيواصل الطريق إلى غرب أوروبا، الأمر الذي سيمكنه من جباية رسوم عبور كبيرة.
وللأنبوب فائدة اقتصادية؛ أردوغان لا يريد الاعتماد على غاز بوتين. تركيا عضوة في الناتو، وأردوغان يريد أن تكون أيضاً جزءاً من الاتحاد الأوروبي. روسيا تزود تركيا الآن بـ 50 في المئة من استهلاكها للغاز، وتزود غرب أوروبا 40 في المئة. لذلك، تركيا وأوروبا تريدان الغاز من إسرائيل لتقليل الاعتماد على بوتين. ولدينا فائض كبير من الغاز في حقل “لفيتان” وحقل “كريش تمين”.
هذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها فكرة الأنبوب. جاءت محاولة تصدير الغاز إلى تركيا في 2016 من قبل وزير الطاقة يوفال شتاينيتس. وجرت الاتصالات بصورة واعدة إلى أن خفتت رغبة الأتراك في 2016 وانقطعت الاتصالات. نأمل أن يكون الأمر مختلفاً هذه المرة. لم يكن هذا هو المشروع الاستراتيجي الوحيد في هذا المجال. فحاجة أوروبا إلى الغاز والارتفاع الحاد في أسعاره، عملية بدأت قبل حرب أوكرانيا، وهي تخلق إمكانية مد أنبوب غاز آخر عبر البحر إلى مصر، وهناك ستتم إسالته ونقله إلى أوروبا. ليت هذا يحدث أيضاً.
على أي حال، تحولت "إسرائيل" إلى دولة غاز إقليمية عظمى. هي عضوة محترمة في “منتدى غاز حوض شرق المتوسط”، وهي تبيع الغاز للأردن ومصر وربما الآن لتركيا أيضاً. قبل شهر، رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شخصياً بوزيرة الطاقة كارين الهرار، في مؤتمر الطاقة الإقليمي في القاهرة. من كان يصدق.
كل هذه البشائر الجيدة تضر بطائفة دجالي الغاز. هم يريدون إبقاء الغاز تحت الأرض، الأمر الذي سيتسبب بنقص وفقر وضائقة. الكاهنة الكبرى لهذه الطائفة، شيلي يحيموفيتش، عادت وقالت طوال سنوات: “من الأفضل أن يبقى الغاز تحت الأرض… حقل لفيتان لن يتم تطويره… ولن يكون هناك تصدير لمصر”. ولكنها لم تعتذر حتى الآن.
زميلتها، ميكي حايموفيتش، أوصت هي أيضاً بإبقاء الغاز تحت الأرض، وانضمت إليهما الهرار منذ فترة، التي أوقفت التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، الأمر غير المنطقي وكله ضرر. ما الذي يزعجها بزيادة التصدير وجباية المزيد من الضرائب وحصول المزيد من الشباب على تشغيل مهم؟
لقد حان الوقت لنفهم بأنه لو نجحت طائفة دجالي الغاز في مؤامرتها وأوقفت تطوير حقل “لفيتان” لكنا الآن في معارك قضائية، ولما كان لدينا الآن ما يكفي من الغاز للاستهلاك الشخصي، ولا نريد التحدث عن التصدير، وكنا استوردنا كميات كبيرة من الفحم والمازوت باهظ الثمن، ووصل تلويث الهواء إلى عنان السماء. وبدلاً من أن ندفع 4.5 دولار للوحدة الحرارية، كنا سندفع 20 – 30 دولاراً لوحدة الغاز السائل التي كنا سنستوردها عبر السفن، ووصل سعر الكهرباء إلى عنان السماء، ويجر معه غلاء عاماً ومظاهرات كبيرة.
من الذين كانوا سيترأسون المظاهرات ضد ارتفاع أسعار الكهرباء؟ حايموفيتش ويحيموفيتش والهرار.