اقتصاد

الصناعات التقليدية فى تونس إلى أين؟

تونس / ذا نيوز اونلاين /كتب طاهر شولاق / أفتتح السيد نبيل فرجاني والي مدينة سوسة الدورة 13 للصالون الوطني للصناعات التقليدية بمعرض سوسة الدولي بحضور السيد فوزي بن حليمة المدير العام لديوان الصناعات التقليدية والسيد زهير مصرواي سفير إندونيسيا بتونس والذى تشارك بلاده فى المعرض بجناح من الصناعات التقليدية الإندونيسية.

وذكر السيد بن حليمة انه قد تم إختيار الفترة من 21 إلى 31 جويلية / يوليو والمتزامنة مع الموسم السياحي والأفراح والاحتفالات لإضفاء ديناميكية تجارية للجهة والمساهمة فى ترويج منتوجات الحرفيين فى مختلف الاختصاصات من خياطة ملابس تقليدية ، منتوجات مزخرفة ، النسيج اليدوي والخزف والحلي التقليدية، ومنتوجات من خشب الزيتون وتقطير الأعشاب والتطريز اليدوي وغيرها من الاختصاصات المتنوعة من كافة الولايات وبمشاركة اكثر من 400 عارضا ومعارضة.

وأضاف بن حليمة أنه فى إطار تشجيع الباعثين الجدد فى القطاع ومزيد ادماجهم فى الدورة الاقتصادية وقع تمكين 30 جناح مجاني لحاملي الشهادات العليا وخريجي مراكز التكوين من 13 ولاية ، بالإضافة إلى فضاء الشبكات العنقودية وفضاء الجمعيات وفضاء التنشيط وفضاء الولايات الداخلية وذلك في إطار تكريس مبدأ التمييز الإيجابي وخلق مزيد من الفرص للحرفيين وخاصة المتواجدين بالمناطق الداخلية لمزيد ترويج منتوجهم حيث تمت دعوة 8 ولايات للمشاركة فى فعاليات هذه الدورة ووقع تخصيص 36 متر مربع لكل ولاية .

القرية الحرفية فى ولاية المهدية

كما نظم الديوان الوطني للصناعات التقليدية زيارة إلى القرية الحرفية فى ولاية المهدية حيث أوضحت السيدة لطيفة لطيف المندوب للصناعات التقليدية بولاية المهدية الأهمية الكبري لهذا الفضاء الذي يساند الحرفيين وخاصة الشبان والشابات فى عرض وترويج منتوجاتهم ، بالإضافة إلى مركز تدريب متعدد المهارات فى فن التطريز اليدوي والنسيج اليدوي ، بالإضافة إلى فضاء متحفي لعرض مجموعات من قطع الفخار من ولاية قفصة .

وفى جولة ميدانية فى القرية الحرفية نجد العديد من العارضين الذين يقومون بعرض منتجاتهم الحرفية للبيع فى أجنحة خاصة قدمت مجانا حتي يستطيع هؤلاء الحرفيين الباعثين الجدد من بيع الإنتاج الذي عكفوا على صناعته خلال الفترات الماضية وخاصة فترة الكورونا .

ولكن بالحديث المباشر مع عدد من العارضين سنكتشف العديد من المصاعب التى واجهتهم الفترة الماضية ، والتى حدثتنا عنهم الشابتين/ حياة / المتخصصة فى تصاميم الازياء وشقيقتها / ليلي / المتخصصة فى التطريز اليدوي، والذى يأتي فى مقدمتها قلة المعارض التى ينظمها الديوان والتي تقتصر فقط على فصل الصيف كما يؤدي إلى تراكم المنتوج الذي يقمن بصناعته على مدار السنة ، وأن تلك المعارض لا تتم الدعاية الكافية لها حتى يعرف المواطن ويذهب إليها لاقتناء المنتوجات التقليدية التى تكاد تندثر .

كما طالبت الشابتين بتقديم التسهيلات للحرفيين وتشجيعهم على الاستمرار فى هذه المهنة الهامة ، والاعفاء من الضرائب وخاصة فترة الكورونا، حتى تنهض وتتقدم مرة أخري الصناعات التقليدية التى تعتبر عنوانا وهوية للبلاد التونسية ، وكذلك الإكثار من المعارض الثابته التى يستطيع الحرفي او الحرفية تقديم المنتوج إليها حتي يتم بيعه .

ختاما ما يقال هنا ، هو أن ديوان الصناعات التقليدية يبذل جهودا من أجل رعاية هذا القطاع الهام تراثيا ، وأنه مع ان الدولة التونسية تؤمن أن هذا القطاع هام جدا ويساهم إلى جانب قضايا أخري فى مكافحة البطالة ، الا ان هناك الكثير مما يمكن تقديمه وخاصة وخاصة بالتنسيق مع الوزارات الآخري ومنها ضرورة إقامة معارض دائمة فى المطارات والمعابر الحدودية ، وإعداد افلام وثائقية عن الصناعات التقليدية فى الجهات حتي يعود قطاع الصناعات التقليدية إلى سابق عهده ، كما كان فى السابق فى بداية عهد الاستقلال حيث كان هذا القطاع يتبع مباشرة الأشراف الرئاسي.

وختاما يقال أن التركيز الإعلامي مع جهود الدولة التونسية قد ساهم فى اعتماد فخار سجنان ضمن قائمة التراث العالمي ضمن قائمة اليونسكو .