اقتصاد

بسبب الحرب التجارية: الصين تتوقف عن شراء النفط الأمريكي

توقفت الصين، التي تعد ثاني أكبر مستهلك للنفط الأمريكي، منذ سمح ترامب بتصديره الى الخارج قبل عامين، عن استيراد النفط الأمريكي الخام، وذلك في آخر تداعيات الحرب التجارية الدائرة والمستنزفة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

ورغم أن بكين لم تفرض أي جمارك على النفط الأمريكي، الا أن العديد من التجار ومصافي تكرير النفط الصينية يخشون شراءه في الوقت الحالي، ورغم أنه حتى الآن جنبّت الصين النفط الخام من الرسوم الجمركية، لا تزال هذه المصافي تخشى أن تطاله هذه العقوبات في حال زاد التصعيد حدةّ في هذه الحرب التي تدور وراء الكواليس.

 

ومنذ وسط السنة الحالية، فرصت الصين وأمريكا رسوم جمركية على العديد من السلع والبضائع المستوردة من البلد الآخر في سلسلة من الأحداث اصطلح على تسميتها بـ "الحرب التجارية". كانت آخر هذه الخطوات فرص بكين رسوم جمركية بقيمة 10% على استرياد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، الشهر الماضي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن شي تشونلين رئيس "CMES"، إحدى شركات النقل الرئيسية للخام من الولايات المتحدة إلى الصين: "قبل (الحرب التجارية) كان لدينا عمل جيد لكن الآن توقف تماما". وأشار الى أن الصين مجبرة في ظل هذه الحرب التجارية على تنويع مصادر مواردها، وبالتالي اضطرت لشراء فول الصويا من أمريكا الجنوبية بدلًا من الولايات المتحدة.

وسمحت الولايات المتحدة بتصدير النفط الخام لأول مرة في العام 2016، بعد أن أزال ترامب القيود عن صادرات النفط الأمريكي، وزادت مذ ذاك الحين واردات الصين من النفط الأمريكي الخام بشكل تصاعدي وبلغت 510 ألف برميل لليوم العام الماضي، قبل أن تتراجع الى 384 ألف برميل يوميًا في تموز/ يوليو المنصرم، في حين بلغت واردات الصين من الخام الأمريكي في أغسطس/ آب 334 ألف برميل يوميًا.

في حين يستورد ثاني أكبر اقتصاد في العالم معظم حاجته من النفط الخام، من جاره الشمالي روسيا، وقد ارتفعت من 665 ألف برميل يوميًا في 2014 إلى 1.2 مليون برميل يوميًا في العام الماضي. وحسب مصادر إعلامية تسعى الصين لشراء النفط الخام من غرب إفريقيا وبالأخص من نيجيريا، في مسعى أيضًا لزيادة نفوذها في القارة السمراء.

ويأتي الاعلان بعد أشهر من الدبلوماسية المكوكية بين بكين وواشنطن قدمت خلالها الصين عروضًا لم تلق رضا ترامب بشأن خلل الميزان التجاري بين واشنطن وبكين. الا ان حملة ترامب هي واحدة فقط من مواجهاته التجارية التي فتحها على عدة جبهات مع جميع الشركاء التجاريين الكبار.

وفرضت الولايات المتحدة في أيلول/ سبتمبرر رسوم جمركية بقيمة 10% على قائمة سلع صينية تستورد منها الولايات المتحدة ما قيمته 200 مليار دولار سنويًا، في خطوة تنذر بمزيد من التصعيد في الحرب التجارية الدائرة بين واشنطن والصين. وعلى الإثر، اتهمت بكين واشنطن بالسعي إلى "تدمير" التجارة بين البلدين. ما يرفع إلى 250 مليارا مجموعة قيمة المنتجات الصينية التي تفرض عليها رسوم أمريكية.

وكانت أعلنت السلطات الصينية في السادس من تموز /يوليو اجراءات إنتقامية تشمل بضائع أميركية بقيمة 34 مليار دولار، وخصوصًا الخنزير والصويا، وأضافت في الثامن من آب/اغسطس بضائع بقيمة 16 مليار دولار بينها الفحم وأدوات طبية والنفايات.

ولم تقف بكين مكتوفة الأيدي، وقررت هي الأخرى فرض الجمارك على 5 آلاف منتوج أمريكي تقريبًا، بقيمة تبلغ نحو 60 مليار دولار، من نسبة جمارك تتراوح ما بين 5 وحتى 10%.

 

واستوردت الولايات المتحدة سلعاً من الصين بقيمة 505 مليارات دولار العام الماضي. لكن واردات الولايات المتحدة من الصين منذ بداية 2018 حتى تموز/ يوليو زادت تسعة بالمئة تقريباً بالمقارنة مع نفس الفترة من 2017 وفقاً لبيانات أميركية.