أعقد مما كنا نظن.. كيف يعمل النوم؟

 

لم يدرك الإنسان أهمية النوم، وتعقيد عملياته المختلفة، إلا مؤخرًا، بعد أعوام من البحث والتجريب، من قبل باحثين وعلماء فندوا الفكرة التي كانت سائدة عن أن النوم مجرد فترة راحة وفقط لاستعادة نشاطنا لليوم التالي. وقد وجد الباحثون أن النائم يدخل في أربع مراحل تشكل دورة نوم واحدة، تستمر لمدة 90 دقيقة، أي ساعة ونصف، وتتكرر طوال الليل، وهذه المراحل هي:

1. مرحلة ما قبل النوم:

وتسمى أيضًا الوسن، وهي تلك الدقائق التي تقضيها في فراشك قبل أن يستسلم دماغك للنوم.

2. النوم الخفيف:

في بداية النوم تنخفض درجة حرارة الجسم، ويقل معدل نبض القلب والتنفس، وقد يراود الشخصُ في هذه المرحلة حلمًا يرى فيه نفسَه يسقط من مكان مرتفع، فينتفض بحركة لا إرادية تسمى اهتزازات بداية النوم. وعلل الباحثون هذه الانتفاضة أو اهتزازات بداية النوم، بأنها ردة فعل من الدماغ على تراجع درجة حرارة الجسم، وتباطؤ معدل ضربات القلب، فيخترع هذا الحلم لتتقلص عضلات الجسم الهيكلية وتعيد الحرارة والنبض لمعدلاتهما الطبيعية.

3. مرحلة النوم العميق:

ينخفض ضغط الدم وترتخي عضلات الجسد، وتبدأ الغدة النخامية بإفراز هرمون النمو ليقوم بعمليات بناء العضلات والتئام الجروح، وهي أصعب مرحلة لإيقاظ الشخص من نومه.

4. مرحلة حركة العين السريعة:

وتسمى أيضًا مرحلة الأحلام، يعيد فيها الدماغ ترتيب الأحداث التي مر بها خلال اليوم. وفيما بعد مرحلة حركة العين السريعة، يعود النائم مجددًا لمرحلة النوم الخفيف، وتنتهي الدورة، لتبدأ عقبها دورة نوم جديدة. هذا وأثبتت جميع الإحصائيات والدراسات التي قام بها الباحثون، أن النوم يساعد الأطفال في بناء ذاكرة جيدة يخزنون فيها كلَّ ما تعلموه خلال يومهم، كما يساعد الكبار على اتخاذ القرارات الصائبة، وإعطاء ردود فعل صحيحة في العمل والعلاقات العاطفية والاجتماعية.

خطر اضطرابات النوم

تسبب قلة النوم تلفًا مؤقتًا في الفص الجبهي البطني من الدماغ، والذي تندمج فيه الذكريات العاطفية مع التفكير المنطقي، من أجل توجيه عملية صنع القرار. وعادةً ما تكون هذه المنطقة نشيطة جدًا خلال اليوم إلا إذا أصابها تلف مؤقت يمكن إصلاحه بتعويض ساعات النوم، أو تلف دائم نتيجة الإصابة بسكتة دماغية لا يمكن إصلاحه. الأشخاص المصابون بالأرق عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالاكتئاب وجلطات القلب والدماغ، بأضعاف لدرجة أن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، والتي تشمل تحديات غريبة وخطرة، منعت تحدي أطول مدة للاستيقاظ وألغت الرقم القياسي المتعلق به، لخطورة الأمر الذي قد يتسبب بالوفاة. كما أن قلة النوم تؤثر على الذكاء العاطفي واتخاذ القرار، وتنشط هرمونات الجوع وتساعد في زيادة الوزن. ولا يُنصح الطلاب بالسهر ليلًا للدراسة فقلة النوم تضعف الذاكرة، ولا يُعتبر النوم مضيعة لوقتهم بل يساعدهم أكثر أخذ قسط كاف من النوم في ساعات الليل، والاستيقاظ فجرًا للدراسة، حيث يرتفع معدل هرمون الكورتيزون، في الدم فيشعر الطالب بالنشاط وتفتُّح الذهن ويبدأ الدماغ بتخزين المعلومات كما تشرب الإسفنجة الماء.