عاصفة السيكوتين نتيجة لكوفيد- 19 أم هي نفسه؟؟

ذانيوز أونلاين:- عندما يواجه جسم الإنسان جرثومة ما، عادة ما يهاجمها الجهاز المناعي ثم يتوقف بعد إتمام المهمة. لكن في بعض الأحيان الخلايا المناعية تخرج عن السيطرة.

ورغم أن هناك اختبارات وأساليب علاجية، يمكن أن تساعد جهاز المناعة على استعادة السيطرة على هذه الخلايا، فإن العلاج الأمثل يصعب تحديده لعلاج من يواجهون هذه الفوضى بسبب إصابتهم بفيروس كورونا.

وقد يكون التعرض لأنواع مختلفة من العدوى أو حدوث خلل في بعض الجينات، المعروف بإسم "اضطرابات المناعة الذاتية"، من أسباب الإصابة برد الفعل المناعي المفرط ذاك في الجسم.

وفي كل هذه الحالات، يعتقد الجسم أن أنسجته تشكل أجساما دخيلة، والذي أطلق عليه الأطباء مصطلح "عاصفة السيتوكين"، وذلك نسبة إلى بروتينات سُكرية توجد بالعشرات، وتستخدمها الخلايا المناعية في التواصل ونقل الإشارات فيما بينها، ويحمل الواحد منها اسم "السيتوكين".

يقول العلماء :هذه البروتينات تنتشر في أماكن مختلفة من الجسم، وليس فقط في المناطق المصابة بالعدوى، وتبدأ في مهاجمة الخلايا السليمة، والتهام كرات الدم البيضاء والحمراء، وتدمير الكبد.

وفي ذلك الوقت، تنفتح جدران الأوعية الدموية للسماح للخلايا المناعية، بالدخول للأنسجة المحيطة.

لكن هذه الأوعية تشهد تسربا شديدا لما بداخلها، إلى حد قد يؤدي إلى أن تنغمر الرئتان بالسوائل، وينخفض ضغط الدم. كما تتكون جلطات دموية في مختلف أنحاء الجسم، ما يفضي إلى انسداد مجرى الدم بشكل أكبر.

وعندما تعاني أجهزة جسم شخص ما، من عدم وصول كميات كافية من الدم إليها، قد يُصاب هذا الشخص بصدمة، ما يهدد بحدوث تلف دائم لهذا العضو أو ذاك، أو يفضي حتى إلى الوفاة.

ويقول راندي كرون، أخصائي أمراض الروماتيزم والمناعة لدى الأطفال في جامعة آلاباما في برمنغهام، إن غالبية المرضى الذين يعانون من متلازمة "عاصفة السيتوكين"، يشعرون بارتفاع كبير في درجة الحرارة.

كما يواجه نصفهم تقريبا بعض الأعراض المرضية التي تصيب الجهاز العصبي، مثل الصداع ونوبات الغياب عن الوعي، وحتى الغيبوبة.

وقد ظهرت أولى المؤشرات، التي كشفت عن أن "عاصفة السيتوكين" ضربت أشخاصا عانوا بشدة من (كوفيد – 19)، في مستشفى صيني قريب من البؤرة الأولى لتفشي الوباء.

ففي إطار دراسة أُجريت على 29 مريضا، قال أطباء في إقليم ووهان الصيني، إنهم سجلوا ارتفاعا في مستوى اثنين من البروتينات المنتمية لعائلة "السيتوكينات"، لدى الحالات الأشد إصابة بفيروس كورونا المستجد.

المؤشرات المتعلقة بحدوث متلازمة "عاصفة السيتوكين"، ظهرت بالفعل على نسبة كبيرة - قد تتراوح بين 20 في المئة إلى 30 في المئة - من المرضى، الذين عانوا بشدة من (كوفيد – 19)، وظهرت عليهم أعراض مرضية في الرئتين.

غير أن تفاصيل الصورة الخاصة بالعلاقة بين الإصابة بكورونا، والمعاناة من هذه المتلازمة، لا تزال تتضح. ويقول راندي كرون إن "فيروس `كوفيد – 19`ربما يشكل في حد ذاته `عاصفة سيتوكين` فريدة من نوعها بشكل ما".