ذانيوز أونلاين// تحت عنوان: “ المتسلط/ الاستبدادي محمود عباس يَفقد سلطته”، قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إنه في حين أن خياراته الإستراتيجية أضعفته، وانتُقد بسبب زلّاته وتجاوزاته “الاستبدادية”، فإن خلافة الرئيس الفلسطيني، البالغ من العمر87 عامًا، تبدو غير مؤكدة. ومع ذلك ما يزال قائداً يصعب التخلي عنه خاصة في نظر الإسرائيليين.
صحيفة فرنسية: الرئيس عباس يفقد سلطته
- التفاصيل
- By ذانيوز اونلاين
وأضافت الصحيفة القول إن توفيق الطيراوي، الذي يعدّ أحد قيادات “فتح”، هو رجل يتمتع بالثقة، وقد شغل منصب مدير جامعة الاستقلال، حيث يتكون الجنود الفلسطينيون في أريحا. لكن الأمور اتخذت مساراً آخر منذ تسريب تسجيل صوتي، نسمع فيه توفيق الطيراوي ينتقد حسين الشيخ، الرجل الثاني المنتخب حديثًا في منظمة التحرير الفلسطينية، والمسؤول عن التنسيق الأمني مع إسرائيل. الطيراوي انتقد أكثر فأكثر قرارات محمود عباس، خاصة أن الأخير يبدو أنه يفرض حسين الشيخ خلفًا له.
وهي مواقف كلفت هذا المسؤول الكبير سحب الحماية المباشرة عنه من خلال حرمانه من السيارات الدفع الرباعي والحراس الشخصيين، وانتقلت العقوبات إلى إقالته من منصبه كمدير لجامعة الاستقلال في11 أغسطس. وأخيرًا إخراجه من حقل الوظائف السياسية.
وتنقل “ليبراسيون” عن المحللة السياسية نور عودة، قولها إن هذه الطريقة في سحق الناس جديدة بالنسبة للفلسطينيين، موضحا أنه عندما حوصر ياسر عرفات في المقاطعة، كان الفلسطينيون يخاطرون بحياتهم لدعمه بالتظاهر ضد الجيش الإسرائيلي الذي لم يمنعهم من انتقاده علانية، لكنه ظل الزعيم بلا منازع.
لكن اليوم مع محمود عباس بدأ الخوف يراود الناس، الوضع يشبه تقريبا ما حدث مع زعيم مخلوع آخر وهو ناصر القدوة، الذي طرد من اللجنة المركزية لحركة “فتح” لأنه تجرأ على الإعلان عن رغبته في تقديم قائمته الخاصة في الانتخابات التشريعية عام2021 ، التي ألغاها أبو مازن.
وتتابع “ليبراسيون” القول إن توفيق الطيراوي قد نجا من السيناريو الذي تعرض له الناشط نزار بنات الذي تحول إلى معارض شرس لنظام عباس. هذا الرجل، وبعدما انتقد تأجيل الانتخابات تعرض للضرب حتى الموت على أيدي عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في شهر يونيو من العام الماضي، ما أدى إلى مظاهرات على نطاق غير مسبوق اجتاحت شوارع رام الله، مظاهرات قمعتها السلطة الفلسطينية ما تسبب في تدمير الثقة الضئيلة التي بقيت بين الفلسطينيين والرئيس محمود عباس.
وبحسب نور عودة فإن محمود عباس لن يترك ذكريات طيبة، وهو أمر مؤسف لأنه تمكن من القيام ببعض الأشياء الجيدة خلال فترة رئاسته، بما في ذلك تعزيز وجود فلسطين في الأمم المتحدة. كان بإمكانه أن يذهب أبعد من ذلك لو كانت لديه رؤية سياسية.
حتى إسرائيل لا تريد أي شخص آخر، ولا تتنازل له عن أي شيء في نفس الوقت، رئاسة عباس التي كان من المقرر أن تستمر أربع سنوات، ستصبح قريباً ثمانية عشر عاماً، وتتميز بسلسلة من الأزمات التي تحولت بشكل منهجي إلى مصلحته.
واعتبرت “ليبراسيون” أن أبو مازن وضمن سعيه اليائس للبقاء في السلطة، أصبح مستبدًا بالنسبة للعديد من الفلسطينيين وأحسن من يخدم المصالح الإسرائيلية.
فبالنسبة إلى الدولة العبرية فإن أبو مازن لا يخوض حربا ضدها، فهو يحافظ على تنسيق أمني وثيق معها، وهو أمر ضروري لتمييز نفسه عن “حماس” والاستمرار في تلقي الدعم الغربي، ومن جهة لم ينجح في إحلال السلام، من خلال نقل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى الخارج ضمن معارك دبلوماسية عبثية.
ومع ذلك، تواصل “ليبراسيون”، يظل عباس قائدا حتميًا، والشخص الوحيد الذي يعرف أين يتجه في متاهة بناها بنفسه، بين العلاقات المعقدة مع إسرائيل، والحرب مع حماس، ومطاردة منافسيه، وكل ذلك مع الحفاظ على تأييد الغرب. لكن اليوم، وفق الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، فإن عباس يعزل نفسه أكثر فأكثر.
في المدن الكبرى، نابلس، جنين، الخليل، وفي مخيمات اللاجئين، تتحد الجماعات المسلحة في خلايا عابرة للأحزاب، وترفض تواجد رجال الشرطة الفلسطينية، وتضايق القوات المسلحة الإسرائيلية.
حماس من جهة- تقول “ليبراسيون”- تواصل توغلها حيثما تستطيع: اتحاد الطلاب، جمعية أطباء فلسطين.. من خلال تحدي الدولة العبرية بصواريخها، كشكل من أشكال المقاومة الملموسة لإسرائيل، بدلاً من التنازل عن التنسيق الذي تقوم به السلطة الفلسطينية.