الصحافي التونسي والمقيم الإيفواري واحتجاجات وسط العاصمة

انتظمت احتجاجات في العاصمة التونسية انقسمت على مرحلتين الأولى في الصباح، وأخرى في المساء، بينما كانت الأولى ذات حضور امني مكثف، أحاط بالمحتجين الذين كانت أغلبينهم من الأفارقة المقيمين في تونس، وإنضم إليهم أصحاب البشرة الملونة من التونسيين.

وكانت تلك الاحتجاجات الصباحية على ضوء مقتل مقيم إيفواري في حادث سرقة بالإكراه، تعرض له، وبحسب بعض المواطنين أن ستة أشخاص حاولوا إفتكاك ما لديه من مال وهاتف جوال لكنه حاول الدفاع عن نفسه مما دفع أحد المجرمين إلى طعنه بآلة حادة، قيل أنها سكين.

وبينما كثرت حالات السرقة بالإكراه في أنحاء تونس منذ سقوط النظام في عام 2011، إلا أن الأفارقة والتونسيين المشاركين في الاحتجاجات اعتبروها اعتداء يستهدف الأقلية ذات البشرة الملونة، وإضطهاد عنصري.

وكان الاحتجاج الثاني بعد أن قام أحد الصحافيين المتعاونين مع قناة تلفزيونية بإشعال النار في جسده مما أدى إلى وفاته، وذلك خلال احتجاجات في مدينة القصرين على الفقر والبطالة التي تعيشها هذه الولاية.

وقد تجمع عدد من الصحافيين منددين بالأوضاع التي تعيشها البلاد وتعالت الهتافات ضد الحكومة وغيابها عن الأوضاع المعيشية في البلاد التونسية، وتدهور المقدرة الشرائية والبطالة واختفاء بعض السلع الأساسية والانفلات الذي تعيشه النقابات في عدد من القطاعات، إلى جانب إنهيار البنية التحتية...

وكان الصحفي التونسي عبد الرزاق الرزقي، 29 عاما، قد ظهر في فيديو خلال الاحتجاجات وسط عدد من الأشخاص وفجأة اشتعلت النار فيه من الخلف وأخذ يجري وراء الشخص الذي كان يقف ورائه، ثم ارتمى على الارض واندفع إليه المتواجدون في محاولة لإطفاء بضربه بالمعاطف التي كانوا يرتدونها.

وبينما ظهر الصحافي في فيديو تم نشره ضمن تعليقات على مشككين في رواية إقدامه على الانتحار على الفيسبوك، بأنه سوف يقوم باحراق نفسه، إلا أن هذا الفيديو لم يظهر قبل هذا الحادث.

كما أن مصور الفيديو كان يقف بعيد عن الحادث ثم بدأ في التصوير من مسافة بعيدة قبل إشعال النار، ثم اتجه نحوه مباشر ثوان قبل إشعال النار في الصحفي، مما أدى إلى تعدد الروايات حول الحادث.