عربي ودولي

مهدي جمعة في ندوة صحفية : عاينت ما يعانيه التونسيون في حياتهم وهذا برنامجي لإنقاذهم وتغيير أوضاعهم

عقد المترشح للانتخابات الرئاسية مهدي جمعة هذا الصباح ندوة صحفية بنزل " نوفوتال " بالعاصمة " قدّم فيها الخطوط العريضة لبرنامجه الرئاسي الذي أكد مرة أخرى أنه ثمرة عمل فريق كامل من الخبرات والكفاءات في مختلف المجالات . وقدّم محمد علي التومي مدير الحملة الانتخابية لوسائل الإعلام الحاضرة بكثافة برنامج " الحافلة الرئاسية " التي انطلقت أمس في زيارة إلى مدينة بنزرت ومنزل جميل ومنزل بورقيبة ومجاز الباب ثم باجة لتواصل اليوم رحلتها نحو الكاف حيث سيكون لمرشح حزب البديل التونسي اجتماع شعبي مع أنصار الحزب وبقية المواطنين ثم تنطلق نحو مناطق عدة من البلاد وتختتم " الرحلة " في مدينة سوسة يوم 13 سبتمبر الجاري .

تخمة سياسية وفقر اقتصادي واجتماعي

وقام الخبير الاقتصادي الهادي العربي بتقديم " البرنامج الوطني " في جانبه الاقتصادي مؤكّدا أن المنابر الإعلامية ظلت على امتداد سنوات مسرحا للمهاترات السياسية والخطب والحوارات التي لا تجدي لأنها أهملت بالأساس الجانبين الاقتصادي والاجتماعي والحال أنه لا يمكن إجراء تحول في المجتمع دون أن يكون الجانبان الاقتصادي والاجتماعي من ركائزه الأساسية . وأوضح الهادي العربي أن المسؤولين الذين يتكلّون اليوم ويقولون إنهم أنقذوا البلاد من حالة الإفلاس والانهيار وإنهم أنجزوا و " عملوا " هم في الحقيقة السبب الأول في الحالة التعيسة التي أصبحت عليها البلاد خاصة في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي مستشهدا بجداول تظهر عكس مل يقولون تماما مؤكّدا أن تلك الأرقام رسمية وهي نتيجة دراسات قامت بها مؤسسات الدولة ومنها البنك المركزي على سبيل المثال مبرزا أن التحسن الطفيف الذي تم تسجيله في ثلاثية واحدة من سنة 2018 لم يكن نتيجة سياسة حكومية واضحة بل كان نتيجة الزيادة في الجباية .

أكد مهدي جمعة في كلمته أنه عمل صحبة فريق متكامل طيلة سنوات وأنه يحمل مشروعا وطنيا ورؤية شاملة تلخّص بوضوح ما تحتاجه البلاد في المرحلة القادمة بناء على ما عاينه من وضع بات واضحا للعيان حسب رأيه .

وقال في هذا السياق : " خلال الفترة التي زرنا فيها مناطق تونسية عديدة في مختلف الجهات عاينت كيف يعيش التونسيون في بلادهم وكيف يعانون في معيشتهم وكيف يعاني الشباب من البطالة وانعدام الفرص وكيف يعاني أصحاب الشهائد العليا من العراقيل ... وكيف يعاني المستثمرون وباعثو المشاريع الصغرى من طول إجراءات وتعقيدات إدارية ثم يأتي المسؤول ليرددوا علينا أغنيتهم المعتادة " ديما لاباس " . وهم يجدون اليوم الجرأة ليترشحوا من جديد واعدين بإنجاز ما عجزوا عن تحقيق ربعه وهم في الحكم ."

وأضاف مهدي جمعة قائلا : " هذا الوضع الكارثي سيزداد قسوة لو أن الشعب التونسي أخطأ مرة أخرى ثالثة وأعاد انتخاب نفس الوجوه التي حمت منذ 2011 ولم نر منها إنجازات تذكر بل بالعكس رأينا مها مغالطات ورأينا منها رهنا للبلاد والأجيال القادمة . وعلى هذا الأساس أقول إن هذا الوضع لن نقبله ولا يمكن أن يستمرّ . لذلك أقدّم نفسي اليوم بديلا يحمل برنامجا ومشروعا يعيد الثقة والطمأنينة للتونسيين الذين أراهم اليوم في خطر حقيقي وتنتظرهم أخطار أخرى أعمق وأكبر ".

هذه أولوياتي

وفي ما يتعلق بصلاحيات الرئيس ودوره في نظام برلماني معدّل والأولويات التي حددها في برنامجه قال مهدي جمعة : " خلافا لما يتم الترويج له أعتقد أن صلاحيات رئيس الجمهورية مهمة جدا . فبالإضافة إلى مهامه المعروفة في حماية الدستور والأمن القومي وقيادة القوات المسلحة والخارجية يلعب الرئيس أدوارا مهمة في الجانب الاقتصادي من أجل الرقي بالبلاد وتحسين أوضاعها التي تنعكس على المجالات الأخرى ..

وبحكم الخبرة التي جنيتها من ممارسة دواليب الحكم وبالنظر إلى العلاقات الدولية التي نسجتها طوال عقود مع المسؤولين والمؤسسات أعتقد أنه عليّ أن أستثمر هذه العلاقات من أجل جلب المزيد من الاستثمار الناجع لتونس والعمل على تغيير بعض التشريعات والقوانين المعرقلة .

وعلى المستوى المحلّي فإن التركيز سيكون أيضا على مقاومة الإرهاب الذي يعتبر عنصرا مضادا للنمو والاستثمار ومحاربة الفوضى في كافة مظاهرها ومحاربة الجريمة بمختلف أشكالها وإعادة هيبة القانون الذي يجب أن يطبّقه الرئيس قبل المرؤوس ".

لا تصدقوا من يعدكم بإدخالكم إلى الجنّة

وختم مهدي جمعة قائلا : " في 2011 انتخب التونسيون من وعدوهم بإدخالهم إلى الجنّة . وفي 2014 أعادوا انتخابهم مع أطراف أخرى وعدت و " حلّت ف الجنة ذراع " . لكن ماذا كانت النتيجة اليوم ؟. لقد أصبحنا نسير من سيّئ إلى ما هو أسوأ وتدهورت أوضاعنا على كافة الواجهات .

وصرنا نرى اليوم عركة بين من يتحايل على القانون ومن يتحايل بالقانون ... بين من يتحايل على الدولة ومن يتحايل باستعمال الدولة . ولا أعتقد مطلقا أن ما يقال حول النظام السياسي الذي أوصلنا إلى هذه الحالة صحيح .

فالمشكل ليس في النظام السياسي بل في من يمتهنون السياسة وأغلبهم جاء إليها وإلى مناصبها ليس بالقدرة والكفاءة بل من باب المحسوبية المعارف والأصحاب والولاءات ... بعيدا عن كافة المواصفات التي تؤهلهم لشغل مناصب عليا ومهمّة في الدولة .".