وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، نقلا عن مسؤولين بالبيت الأبيض لم تسمهم، إن "غرينبلات، سيستقيل من منصبه بعد إعلان خطة السلام، التي يسعى ترامب إلى عرضها بعد الانتخابات الإسرائيلية" المقررة بعد أيام. ويعد غرينبلات أحد أبرز الأشخاص الذين عملوا ضمن فريق مصغّر مكون من كبير مستشاري الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر، والسفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان ومساعد كوشنر، آفي بركوفيتش، على صياغة خطة الإدارة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن".
وأوضحت "سي إن إن"، أن آفي بيركوفيتش، وهو أحد مساعدي كوشنر، وأحد أعضاء فريق "خطة السلام الأميركية"، سيتولى منصب المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط خلفا لغرينبلات.
من جهته، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الموجود بالعاصمة البريطانية لندن، إلى تقديم الشكر لغرينبلات، لـ"جهوده في دعم الأمن والسلام"، حسبما نقلت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية.
بدوره، غرّد الرئيس الأميركي على صفحته الخاصة بموقع "تويتر"، يقول: "بعد ما يقرب من 3 سنوات في إدارتي، جيسون غرينبلات، سوف يغادر لمتابعة العمل في القطاع الخاص. كان جيسون صديقًا مخلصًا ومحاميًا رائعًا".
وأضاف: "تفانيه لصالح إسرائيل، والسعي لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لن ينسى. سنشتاق إليه. شكرا لك جيسون!". يشار إلى أن غرينبلات، تولى منصبه في كانون الثاني/ يناير 2017، وذلك ضمن فريق أميركي شكله ترامب لصياغة "صفقة القرن".
وتعتبر استقالة غرينبلات مفاجئة، إذ تأتي قبيل الموعد المرتقب لإعلان الإدارة الأميركية عن الشق السياسي لصفقة القرن، الذي سيتم بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 أيلول/ سبتمبر الجاري.
من جانبها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى الخبر، مثيرة تساؤلات حول مصير "صفقة القرن" التي طال تأجيل الإعلان عنها، والتي ينسب سبب تأخيرها إلى حالة عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل منذ نهاية العام الماضي، بسبب حل الكنيست وإعادة إجراء الانتخابات العامة.
في الثامن والعشرين من شهر آب/ أغسطس الماضي، كان قد أعلن غرينبلات في تغريدة على "تويتر":" قررنا عدم نشر الرؤية السياسية (أو أجزاء منها) قبل الانتخابات الإسرائيلية". وكان قد تم الإعلان علن الجانب الاقتصادي منها في حزيران/ يونيو الماضي، ونص على خمسين مليار دولار من الاستثمارات الدولية في الأراضي الفلسطينية والدول العربية المجاورة على مدى عشرة أعوام. لكن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا الخطة الأميركية على خلفية استمرار القطيعة مع إدارة ترامب التي اعترفت بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين، أن غرينبلات، "يعتزم الاستقالة بعد إعلان خطة السلام الأميركية للفلسطينيين والإسرائيليين". وأضاف المسؤولون، بحسب "رويترز"، أن "غرينبلات، الذي كان يعتزم البقاء لعامين فقط في البيت الأبيض عندما بدأ العمل في أوائل 2017، يتطلع للعودة لزوجته وأبنائه الستة الذين بقوا في منزلهم في نيوجيرزي".
وأكدت مصادر أميركية للقناة 13 الإسرائيلية أن استقالة غرينبلات ستكون سارية بعد الإعلان عن "صفقة القرن" خلال الأسبوعين المقبلين، أي بعد الانتخابات الإسرائيلية في وقت لاحق من الشهر الجاري. ولفتت المصادر إلى أن دوافع الاستقالة شخصية وعائلية، وليس لها علاقة بـ"صفقة القرن". ويعتبر غرينبلات قريبا جدا من إسرائيل، وهو يهودي متحمس للمشروع الاستيطاني الصهيوني، وأثار غضب الدبلوماسيين الأوروبيين في الأمم المتحدة في تموز/ يوليو الماضي، حين اعتبر أن "السلام الدائم والشامل (في الشرق الأوسط) لن يصنعه القانون الدولي أو قرارات مكتوبة غير واضحة".