كما أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، اليوم الإثنين، أن الهجوم على منشأتي أرامكو للنفط، لم يتم من الأراضي اليمينة وتم بأسلحة إيرانية. وذكر المتحدث باسم التحالف، العقيد تركي المالكي، أن "التحقيقات الأولية تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة في الهجوم الإرهابي في بقيق وخريص (معملين تابعين لأرامكو شرقي البلاد) إيرانية".
وأضاف المالكي في مؤتمر صحافي، أن "التحقيقات الأولية تشير إلى أن الهجوم على معملي شركة أرامكو لم يكن من الأراضي اليمنية. وهناك تحقيق جارٍ لمعرفة مكان إطلاق الهجوم". وذكرت الصحيفة الأميركية أن "المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن إيران كانت نقطة انطلاق الهجوم المدمر على صناعة النفط في السعودية"، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه تم مشاركة هذه المعلومات مع السعودية والإمارات وقيادة التحالف. ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية والسعودية تدرسان تنفيذ هجمات انتقامية ردا على الهجوم على منشأتي أرامكو للنفط، وذلك بالتزامن مع التهديدات التي صدرت عن الرئيس الأميركي في هذا السياق.
وصرّح ترامب، أن الولايات المتحدة "على أهبة الاستعداد" للرد على الهجوم، الذي استهدف البنية التحتية النفطية السعودية.
وبينما لم يسم الرئيس الأميركي إيران بالاسم عن الحديث عن الرد، حسم وزير الطاقة في حكومته، ريك بيري، بأن "إيران هاجمت السعودية" وأضاف "يجب أن يكون هناك رد". وفي سياق آخر، طالب مجلس الشورى السعودي، "الدول الشقيقة والصديقة لتضافر الجهود لمحاسبة من يقف خلف الهجمات ضد أرامكو من منظمات أو دول والمؤيدين لها". وصباح السبت، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين وقعا في منشأتين تابعتين لشركة "أرامكو" النفطية، شرقي المملكة، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة.
وتبنت جماعة "الحوثي" المسؤولية عن الهجوم الذي أسفر عن توقف 50% من إنتاج الشركة الحكومية السعودية، وقالت إنه استهدف مصفاتين نفطيتين بـ10 طائرات مسيرة، وجددت تبينها المسؤولية الإثنين، وقالت إنها تمت بطائرات ذات محركات مختلفة وجديدة. وكذّبت الإدارة الأميركية إعلان جماعة الحوثي، وسط ترجيحات صدرت عن مصادر أميركية أن يكون مصدر الهجمات العراق أو إيران، فيما أشار وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى غياب أي أدلة على أن الهجوم الذي استهدف المعملين في محافظة بقيق وهجرة خريص نفذ من اليمن. كما اتهم بومبيو إيران بالوقوف وراء نحو 100 هجوما على السعودية، فيما نفت إيران الاتهامات الأميركية، وأكدت العراق عدم استخدام أراضيها للمساس بالرياض. هشاشة المنشآت السعودية الحساسة أمام التهديدات وأظهرت الهجمات على البنية التحتية النفطية السعودية، هشاشة المنشآت السعودية الحساسة، رغم إنفاق المملكة مليارات الدولارات على أنظمة الدفاع المتطورة. لمحة عن منشآت البنية التحتية السعودية الرئيسية المعرضة للهجمات: تشغّل شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة طاقة في العالم، حقلي الغوار والسفانية، وهما من أكبر حقولها النفطية.
ورغم أن حقولها النفطية المنتشرة على بقعة جغرافية شاسعة، قد تكون صعبة الاستهداف، إلا أن منشآتها المختلفة لمعالجة النفط أكثر عرضة للهجمات.
وذكر مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية من مقره في واشنطن، في تقرير، أن منشأة بقيق التي استهدفت بهجوم السبت، هي "الأكثر هشاشة" من بين هذه المنشآت.
ويعتبر معمل بقيق أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم حيث تزيد قدرتها الإنتاجية عن سبعة ملايين برميل يوميا، بحسب أرامكو.
كما أن نظام أرامكو الواسع من أنابيب النفط ومحطات الضخ والموانئ على طول الخليج والبحر الأحمر، معرض كذلك لهجمات محتملة. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن استهداف محطتي ضخ النفط على خط الأنابيب شرق غرب السعودية الرئيسي في أيار/ مايو، ما أدى إلى إغلاقه لعدة أيام.
كما أن البنية التحتية النفطية في السعودية معرضة لهجمات سيبرانية، ففي 2012 تعرضت أرامكو لهجوم بفيروس "شمعون" القوي الذي يقوم بمسح المعلومات، في أسوأ هجوم سيبراني تشهده السعودية حتى الآن. وتوفر محطات التحلية أكثر من 70% من احتياجات المملكة من مياه الشرب، بحسب أرقام رسمية.
كما أن رأس الخير، أكبر محطة تحلية في العالم والواقعة على ساحل الخليج، يمكن أن تكون هدفا لهجمات. ويمكن أن تتأثر إمدادات المملكة من المياه بشكل كبير في حال تعرضت المحطة لهجوم. وذكر تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن "الهجمات السيبرانية تمثل كذلك تهديدا خطيرا على محطات التحلية السعودية مثل رأس الخير".
وتجد شبكة الكهرباء السعودية صعوبة في تلبية المتطلبات المتزايدة للسكان والبنية التحتية الصناعية. ويمكن لأي هجوم على قطاع الغاز والنفط أن يؤثر بشكل كبير على شبكة الكهرباء، لأن المملكة تعتمد بشكل كبير على الهيدروكربونات لإمداد قطاع الكهرباء بالوقود. وقال تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن شبكة السعودية من المحولات والمحطات الفرعية معرضة لهجمات. كما يمكن تعطيل نظام الكهرباء بهجمات سيبرانية.
وذكر التقرير كذلك أن واجهات أنظمة التحكم الصناعي التي تساعد على تنظيم البنى التحتية الكبيرة مثل أنابيب النفط وأنظمة النقل وشبكات الطاقة، هي كذلك عرضة للهجمات. وأضاف "هذه المنشآت جميعها قد تكون عرضة لهجوم بتدخل بشري مباشر مثل تسريب فيروس إلى الوحدة الرئيسية، أو بسبب تصميم أو تركيب ضعيف يتيح فتح النظام عن بعد".