اغتيال أبو العطا: خشية من توسيع التصعيد واعتبارات أمنية تقرّب حكومة وحدة إسرائيلية

اعتبر محللون إسرائيليون أن اغتيال القيادي العسكري في حركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، في غزة قبيل فجر اليوم، الثلاثاء، جاء على خلفية اعتبارات أمنية إسرائيلية، لكن نتائجها تقرب تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية.

وفي غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، دعا رئيس كتلة "كاحول لافان، بيني غانتس، والقيادي في الكتلة، غابي أشكنازي، إلى مكتبه من أجل اطلاعهما على التطورات الأمنية الحالية.

وتوقع المحلل العسكري في القناة 12 التلفزيونية، روني دانييل، أنه "ستبدأ قريبا مداولات جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي حول رد الفعل ضد الجهاد الإسلامي في غزة. وإذا استمر إطلاق القذائف الصاروخية، يبدو أنه يمضي وقتا طويلا حتى نرى هجمات واسعة لسلاح الجو في القطاع كله. وفي يوم كهذا لا أرى إمكانية ألا يعمل سلاح الجو".

وأضاف دانييل "يبدو أنه في جهاز الأمن يحاولون الحفاظ على الضربات مقابل حركة الجهاد الإسلامي كي لا تنضم فصائل أخرى إلى القتال. ورغم ذلك، توجد حاليا مؤشرات أخرى تدل على إمكانية أن ترد الفصائل أيضا وتشارك في القتال". وقال إنه "يتوقع أن يستمر إطلاق القذائف الصاروخية لفترة معينة.

وفي تقديري أن وزير المخابرات المصري سيبدأ بالتدخل قريبا ويقول لقادة حركة حماس أن يهدئوا حركة الجهاد الإسلامي. ويبدو أن هذا سيستغرق وقتا، لكن في تقديري سيهدأ الوضع، حتى التصعيد المقبلة".

ولفت المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، بعد ظهر اليوم، إلى أن كمية القذائف الصاروخية التي إطلقت من القطاع "ليست واسعة، وربما بسبب النشاط الجوي (الإسرائيلي) المكثف في سماء القطاع، الذي يحدد الخلايا المسؤولة عن تزويد الصواريخ للمنصات.

وفي الأمد الأبعد، يتعلق اتجاه الأمور – تصعيد محدود لأيا معدودة أو مواجهة واسعة – بمتغيرين أساسيين: موقف حماس وعدد القتلى في الجانب الإسرائيلي".

واعتبر هرئيل أنه "يبدو أن مريح أكثر لقيادة حماس العيش بدون أبو العطا، الذي أعاق جهود تمديد التهدئة والحصول على تسهيلات أخرى من إسرائيل، بوساطة مصر وقطر. ومن الجهة الأخرى، فإنن حماس منصتة إلى مزاج الجمهور الغزي وليس بإمكانها السماح لنفسها أن تُصور كمتعاونة مع إسرائيل. ولذلك ستواجه حماس صعوبة في كبح رد فعل الجهاد، وربما ستحرر الرسن لقسم من وحداتها.

وهذه ظروف سيكون فيها من السهل فقدان السيطرة والوصول إلى تصعيد أوسع بكثير". واضاف هرئيل أنه "في الجيش الإسرائيلي ادعوا، في الأسابيع الأخيرة، أن أبو العطا يعمل بشكل مستقل، من دون تلقي توجيهات من إيران. وذلك على الرغم من أن اتهام الإيرانيين بأي حدث سلبي في المنطقة هو جزء مركزي من ورقة الرسائل الإعلامية الإسرائيلية".

واعتبر أن "المحاولة لنسب لإسرائيل استهدافا موازيا لقيادي الجهاد في دمشق من شأنه أن يشير إلى علاقة أكثر عمقا لقيادة الجهاد في سورية من أجل اتخاذ القرارات في القطاع، وإلى طريق إيران للتأثير على ما يحدث في غزة".

"التصعيد يقرب قرب حكومة وحدة"

من الجهة الأخرى، أشار هرئيل إلى "لا يمكن تجاهل العلاقة السياسية الحزبية (في إسرائيل) مع التطورات العسكرية الأخرى. وكان ضرر أبو العطا معروفا. وحتى أن الجيش الإسرائيلي يدعي أنه كان على وشك إخراج عمليات إطلاق قذائف صاروخية إلى حيز التنفيذ باتجاه غلاف غزة في الأيام القريبة المقبلة. ورغم ذلك، فإن التصعيد الأمننني من شأنه دفع الاتصالات الحزبية".

وأضاف أنه "بالنسبة لنتنياهو، هذا ادعاء ممتاز لجر كاحول لافان إلى داخل حكومة وحدة.

وكل من يعرف بيني غانتس، منذ سنوات خدمته الطويلة في الجيش الإسرائيلي، بإمكانه أن يشخص بدون صعوبة، من لغة جسده وقراء بين سطور تصريحاته، رغبته العميقة بتقاسم المسؤولية في القيادة" أي الانضمام إلى حكومة وحدة.

وتابع هرئيل أنه "رغم معارضة ذلك من جانب باقي قيادة "كاحول لافان"، إلا أنه "عندما تتطاير القذائف الصاروخية ونشطاء اليمين، بمجهود محسوب، يهاجمون رؤساء كاحول لافان كأنهم يساريون ويحبون العرب، تبدو فكرة حكومة اقلية بدعم خارجي من القائمة المشتركة أصعب بكثير للتحقق".

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي في صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، داني زاكين، أن "الاعتبار الوحيد لتنفيذ عملية الاغتيال كان أمنيا، لكن نتائجها تقرب تشكيل حكومة وحدة".

ولفت إلى أن "الهجمات في الليلة الماضية وردود فعل كاحول لافان، تساعد على دفع تشكيل حكومة وحدة، خاصة أنها تؤكد وجود الوضع الأمني المعقد لإسرائيل، والذي هو أحد التسويغات الحقيقية الهامة لتشكيل حكومة كهذه". وأشار زاكين إلى أن "تصريحات غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيل خلال الجرف الصامد (العدوان على غزة عام 2014)، في المعركة الانتخابية كانت صارمة بشأن إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل وانتقد رد الفعل الإسرائيلي المدروس.

كما تحدثن في عدة مناسبات، عن استئناف الاغتيالات كرد فعل محتمل". ورأى زاكين أن سعي نتنياهو إلى اطلاع غانتس على قضايا أمنية سرية، وإبلاغه بالاغتيال قبيل تنفيذه، الليلة الماضية، نابع من أن غانتس "رئيس المعارضة وأيضا من أن ذلك جزء من بناء علاقات العمل بينهما.

ولاحقا يقوم باطلاعه على التطورات". وأضاف زاكين أن "الوضع الآن يسمح لغانتس بتمرير قرار في حزبه بشأن الوحدة باسم الحاجة الأمنية – السياسية. بل أنه يحبط فعليا تشكيل حكومة أقلية مع أحزاب اليسار وبدعم القائمة المشتركة. وقد تطرق نتنياهو إلى ذلك بصراحة أمس، بل ربما ألمح إلى الاغتيال، عندما قال إن نواب المشتركة سيحبطون أي محاولة لمحاربة حماس في القطاع".

ووفقا لزاكين، فإنه "ليس لدى غانتس، في هذه المرحلة، أي دعم شعبي وسياسي من أجل تشكيل حكومة بدعم من القائمة المشتركة، ما يعني أن الاحتمال المطروح هو تشكيل حكومة وحدة فقط".