ودعم عشرات الضباط الإيرانيين سليماني في موقفه، وكان من بينهم الجنرال أحمد فروزنده، الذي ترأس فيلق رمضان، وهو جزء من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في أواسط العقد الأول من الألفية الثانية، بحسب تقرير جديد لموقع "دايلي بيست".
الباحث في كلية الدراسات العليا البحرية الأميركية، أفشون أوستوفار، قال: "برغم أن قاسم سليماني هو المهندس للاستراتيجية الإيرانية الخارجية، كان هناك ملازمون أقل شهرة يديرون ويراقبون العمليات... وكان فروزنده واحدا من أبرز العاملين في ساحة العمليات بالعراق، لكن لم يكن اسمه معروفا".
وتظهر وثائق اطلع عليها موقع "دايلي بيست" أن فروزنده والحرس الثوري الإيراني قاما بنقل الأسلحة والأموال والجواسيس إلى العراق، واغتيال أميركيين وعراقيين. كما ألمحت الوثائق إلى أن الرجل الذي ساعد في قتل المئات من الأميركيين خلال حرب العراق، ربما لم يتقاعد بالفعل منذ سنوات، لكنه استمر في العمل مستشارا لدى رؤسائه السابقين بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب.
نشاط فروزنده في العراق
وكانت لمسة فروزنده الأولى في عالم العمليات السرية خلال الحرب الإيرانية العراقية، حيث استطاع تحقيق نجاح متوسط. وبحلول الوقت الذي ظهرت فيه الولايات المتحدة على أعتاب إيران بعد حرب الخليج الثانية، استمر فروزنده في تنفيذ عمليات سرية وحروب عصابات مع نفس المجموعات والمنظمات لمدة 20 عاما. وكان العقيد دونالد باكون، رئيس العمليات الخاصة والمعلومات الاستخباراتية للتحالف الدولي، قال في مؤتمر صحفي في عام 2007، إن فيلق رمضان نفذ عمليات في العراق، وأن عناصرها مسؤولون عن نقل الأسلحة إليه وتمويل الميليشيات العراقية المتطرفة وتدريب المنتمين إليها في إيران.
وأضاف تقرير دايلي بيست، أن فيلق رمضان شكل القوة المكلفة داخل الحرس الثوري بإزكاء روح الفوضى في العراق، على الأقل في الوقت الذي تولى فيه فروزنده قيادته. وقبلها عندما كان فروزنده نائبا لرئيس الفيلق، عمل مع قيادة الفجر، القاعدة العسكرية في منطقة الأحواز الإيرانية، والتي تولت العمليات في البصرة وجنوب العراق. وفي عام 2007، عندما تصاعدت وتيرة العنف في العراق، التفتت التقارير الاستخباراتية إلى خطر العمليات السرية الإيرانية في العراق بدلا من التركيز على تمرد الجماعات السنية. وقد أظهرت المعلومات حملة عنف سرية مترامية الأطراف يقودها فروزنده وفيلق رمضان، بحسب تقرير الموقع الأميركي.
"فرقة الموت الذهبية"
وأفردت الوقائع تفاصيل كثيرة بخصوص "فرقة الموت الذهبية"، التي تشرف عليها إيران، وتنفيذها عمليات الاغتيال ضد العراقيين الذين تراهم إيران عائقا. وتتكون الوحدة من "قيادة إيرانية استخباراتية تشرف على تقديم الاستشارات والتمويل للعراقيين الذين تم تجنيدهم من جيش المهدي ومنظمة بدر وحزب الفضيلة وأحزاب وميليشيات عراقية أخرى نفذت عمليات اغتيال ضد أعضاء حزب البعث السابق والعراقيين الذين يعملون مع قوات التحالف وعراقيين آخرين لا يدعمون النفوذ الإيراني في العراق".
وقام ضباط إيرانيون بنقل أعضاء فرق الاغتيال إلى الأحواز في إيران، حيث يستقر فيلق رمضان بقيادة فروزنده، وذلك من أجل تدريبهم لعشرة أيام.
في تلك الفترة، قدم ضباط إيرانيون تعليمات من أجل جمع معلومات بغية استهداف قوات التحالف في العراق وتنفيذ الاغتيالات واستخدام صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، وفقا للموقع. وثائق أخرى أظهرت تدخل فروزنده في مساعدة أحد أعضاء الميليشيات العراقية الحليفة له، بعدما اعتقلته قوات التحالف، ويدعى هذا الشخص مهدي عبد المهدي الخالصي، والذي تولى ميليشيا صغيرة مدعومة إيرانيا تستهدف أعضاء حزب البعث وتدعى "منتدى الولاية".
وحزب البعث كان الحزب الحاكم في العراق خلال عهد صدام حسين وحتى الإطاحة بحكمه في عام 2003، وقد تم حظر الحزب على يد سلطة الائتلاف المؤقتة التي تولت حكم البلاد بعد إسقاط نظام صدام. وتظهر وثائق لويكيليكس وجود تواصل بين الخالصي وفروزنده حول اغتيال القوات البريطانية في محافظة ميسان العراقية عام 2003، من خلال برقيات مشفرة. وأشارت تقارير إلى أن فروزنده قد سمح بإنفاق حوالي 500 ألف دولار في تأمين عملية إطلاق سراح الخالصي، بعد أن تم اعتقاله على يد قوات التحالف في عام 2005.
قمع المنشقين العرب
وأشار تقرير "دايلي بيست" إلى أن فروزنده عمل في الأيام الأولى من الثورة الإيرانية رفقة الحرس الثوري لاضطهاد واعتقال المنشقين العرب في مدينة خرمشهر المعارضين للحكومة الجديدة، مما أظهر ولاءه للسلطات الجديدة، وجعله لائقا للعب دورا استخباراتيا عند بدء الحرب الإيرانية العراقيو.
وعند غزو العراق في عام 2003، كان فروزنده رئيس الاستخبارات في مدينة خرمشهر والتي لعبت دورا في استعادة المدينة من البعثيين خلال الحرب في عام 1983، بحسب الباحث الإيراني أمير توماج. وخلال الحرب الإيرانية العراقية، أثنت إذاعات من طهران على دور عمليات قوات رمضان، التي ادعت تبنيها محاولات اغتيال وزير الداخلية في عهد صدام حسين، سمير الشيخلي، في بغداد، بجانب إعدام مسؤول لحزب البعث في بغداد، وإضرام الحريق في أحد قصور صدام حسين.