وسيشارك هادي عمرو في محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين ومع مسؤولين من الأمم المتحدة على أمل التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن في وقت باكر من صباح اليوم غارات جوية على أهداف في غزة ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، بينما شنت الفصائل في القطاع غارات صاروخية على إسرائيل.
وكانت موجة العنف الحالية قد اندلعت يوم الاثنين بعد أسابيع من التوتر الإسرائيلي- الفلسطيني المتصاعد في القدس الشرقية.
وتُوجت الأعمال العدائية المتزايدة في اشتباكات داخل وفي محيط الحرم القدسي الذي يعتبره المسلمون واليهود مكاناً مقدساً لديهم. وبدأت حركة حماس الإسلامية التي تحكم غزة، بإطلاق الصواريخ بعد تحذيرها إسرائيل بوجوب الانسحاب من الموقع، الأمر الذي تسبب في غارات جوية انتقامية من جانب إسرائيل.
وأسفرت موجة العنف الحالية عن مقتل 133 شخصاً على الأقل في غزة وثمانية إسرائيليين منذ اندلاع القتال.
وقد امتدت الاشتباكات يوم أمس الجمعة إلى الضفة الغربية، حيث قتل 10 أشخاص على الأقل وجُرح المئات. واستخدمت القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي، بينما ألقى الفلسطينيون قنابل حارقة على تلك القوات.
الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الخمسة الماضية تعتبر من أسوأ أعمال العنف في المنطقة منذ سنوات
يأتي وصول المبعوث الأمريكي قبيل انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم الأحد. وقالت السفارة الأمريكية في إسرائيل إن الهدف من الجولة "تعزيز ضرورة العمل من أجل التوصل إلى تهدئة مستدامة".
لكن المناشدات للقادة الإسرائيليين والفلسطينيين فشلت حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
لقد فرضت الغارات الجوية الإسرائيلية على حماس في غزة الشرق الأوسط على أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن. واضطرت إدارته إلى المسارعة في العمل على الجبهة الدبلوماسية دون أن يكون لديها طاقم كامل على الأرض: حتى أنه لا يوجد مرشح حتى الآن لمنصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل.
يعتبر هادي عمرو دبلوماسياً متوسط المستوى ولا يملك السلطات التي تمتع بها المبعوثون الخاصون في الإدارات الأمريكية السابقة، كما تقول مراسلة بي بي سي باربرا بليت.
كان الجيش الإسرائيلي قد استدعى الخميس 7000 من جنود الاحتياط وقام بنشر جنود ودبابات بالقرب من الحدود مع غزة. وقال إن هجوماً برياً في غزة هو أحد الخيارات التي تُدرس لكن قراراً بهذا الخصوص لم يصدر بعد.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن ما يقدر بـ 10 آلاف فلسطيني نزحوا عن منازلهم في غزة منذ الاثنين بسبب الصراع.
إن ما فجر القتال بين إسرائيل وحماس هو الاشتباكات المتصاعدة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية على مدار أيام في محيط المسجد الأقصى الذي يحظى بمكانة دينية عند المسلمين واليهود .
طالبت حماس إسرائيل بسحب الشرطة من المكان ومن حي الشيخ جراح القريب الذي تقطنه أغلبية عربية، والذي تواجه فيه عائلات فلسطينية محاولات إخلاء من جانب مستوطنين يهود. وقامت حماس بإطلاق الصواريخ عندما قوبل إنذارها بلا مبالاة من جانب إسرائيل.
كان الغضب الفلسطيني قد أذكته أسابيع من التوتر المتصاعد في القدس الشرقية، والذي تأجج بفعل سلسلة من المواجهات مع الشرطة الإسرائيلية منذ بداية شهر رمضان في منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
وتأجج الغضب أكثر باحتفال إسرائيل السنوي بذكرى استيلائها على القدس الشرقية في حرب 1967، والمعروف باسم يوم القدس.
إن مصير المدينة، بأهميتها الدينية والسياسية العميقة لدى الطرفين، هو في لب الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني الذي يمتد لعقود. وكانت إسرائيل قد ضمت القدس الشرقية عملياً في العام 1980 وهي تعتبر المدينة بأكملها عاصمة لها، مع أن هذا الوضع لا يحظى باعتراف الغالبية العظمى من الدول الأخرى.
ويطالب الفلسطينيون بأن يكون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم المأمولة.
لقد اتبعت النهايات في الحروب بين حماس وإسرائيل نمطاً معيناً منذ استولت حماس على السلطة في غزة في 2007.
فقد انخرط وسطاء أجانب في السابق في محادثات من أجل التوصل إلى تشكيلة متنوعة من اتفاقيات وقف إطلاق النار. وهذا ما يحاول الأمريكيون والمصريون والأمم المتحدة وآخرون القيام به الآن.
ومن أجل نجاح تلك الجهود، يحتاج الطرفان إلى أن يكونا قادرين على القول لشعبيهما إنهما كسبا الحرب.
فحماس تريد أن تقول إنها الحامي الحقيقي لحقوق الفلسطينيين، ليس فقط في غزة وإنما أيضاً في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس.
وإسرائيل تريد أن تظهر لشعبها بأنها ألحقت ضرراً بالغاً بالبنية التحتية لحماس. والعبارة الأكثر استخداماً هي "استعادة الردع". وهي تعني أن يظهروا لأعدائهم أن ضرب إسرائيل لن يجلب سوى الألم والمعاناة.
وسيجد كلا الطرفين صعوبة في إيجاد كلمات مواساة مناسبة للعائلات الثكلى أو الأطفال الذين تسببت الحرب لديهم في صدمة نفسية.