مساحات المناطق المحترقة تُرعب اليونانيين

ذانيوز أونلاين// بالإضافة للصور والمشاهد المصورة المروعة لمناظر الحرائق التي تجتاح مختلف مناطق البلاد، والتي يتناقلها اليونانيون بشكل متواصل، جاءت الأرقام التي أصدرها نظام معلومات حرائق الغابات الأوربي لتضاعف من وتيرة الإحباط الجماعي، حيث قالت إن مجموع من خسرته اليونان من أشجار طوال الأيام الستة الماضية هو 180% مما خسرته في جميع الحرائق والكوارث البيئية منذ العام 2008 وحتى الآن.

هذا بالرغم من إن الحرائق من إن الحرائق في اليونان هي في ذروة اندلاعها الآن.

وفق المعلومات، فإن المساحة التي التهما الحريق خلال يومي الـ 5-6 من شهر أغسطس الحالي فقط، وبالذات في الحريق الضخم الذي أجتاح منطقة إيفيا الساحلية، قد بلغ 150 ألف فدان من الغابات (حوالي 600 كيلومتر مربع)، حسبما أظهرت صور الأقمار الصناعية.

المرصد الوطني اليوناني BEYOND والذي يُعتبر الوحدة الحكومية المختصة بإحصاء مختلف التحديات التي تواجه المجتمع والسلطات في البلاد، قدرت حجم المناطق المُحترقة تماماً، بين تاريخي الـ 3-6 من شهر أغسطس الجاري بحوالي 350 ألف فدان (قرابة 1500 كيلومتر مربع من مساحات الغابات).

وقد اعتمد المرصد اليوناني على صور الأرقام الصناعية، مضيفاً إليها مجموعة المعطيات المتوفرة له من قطاع الإطفاء الوطني.

وكانت موجة الحرائق المندلعة في اليونان منذ قرابة أسبوع قد استعرت بشكل استثنائي طوال اليومين الماضيين. إذ اجتاحت الحرائق مناطق الغابات على بعد 20 كيلومتراً شمال العاصمة اليونانية أثينا، حيث دمرت عشرات المنازل.

كما تسبب الحرائق في تدمير شبه جزيرة بيلوبونيز الواقعة في الطرف الجنوبي من البر الرئيسي في دولة اليونان. وفي مختلف مناطق جزيرة أوبويا، ثاني أكبر جزيرة في اليونان. إذ قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وهو في حالة إحباط تماماً، "إن هاتين المنطقتين، إلى جانب أثينا، تعانيان من حرائق ذات قوة هائلة وحجم مخيف"، مذكراً إنه تم إخلاء ما يقرب من 60 قرية ومستوطنة يوم الخميس وفجر الجمعة في جميع أنحاء جنوب اليونان، متوقعاً المزيد من الحرائق مع ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة.

المعلقون اليونانيون على وسائل التواصل الاجتماعي، ذكروا بطريقة مأساوية كيف أن مساحة الحرائق التي اجتاحت بلادهم خلال خمسة أيام فقط، قد تجاوزت مساحة بعض دول العالم، فهي أتت على أكثر من ألف كيلومتر مربع من مساحات الغابات، ومتوقع لهذا الرقم أن يتضاعف خلال الفترة المنظور. المعلقون اليونانيون ذكروا إن تلك الأرقام تتجاوز مساحات دول مثل المالديف سنغافورا هونغ كونغ وخمسين دولة أخرى في العالم.

أكثر ما يخشاه اليونانيون هو تكرار مأساة الحرائق الكُبرى التي حدثت في صيف العام 2007، حينما أطاحت مئات الحرائق بمختلف الغابات والمحميات الطبيعية في البلاد، حُرقت خلالها 2700 كيلومتراً مربعاً من الغابات خلال أسبوع واحد، كانت تشكل 2 بالمائة من مجموع مساحة البلاد. خلال تلك الكارثة قُتل 84 شخص، واحترقت 4.5 مليون شجرة زيتون، إلى جانب ملايين الحيوانات والمنازل والمشردين، حيث قدرت الحكومة اليونانية خسائر البلاد وقتئذ بـ4 مليار دولار.

الباحث اليوناني باولوك أخكاديوس شرح في حديث مع سكاي نيوز عربية التوجهات الحكومية المستقبلية، والتي صارت مختلف القواعد الاجتماعية اليونانية تطالب بها خلال الفترة الأخيرة "يعتبر اليونانيون هذه الغابات رأسمالهم الوطني الوحيد، مصدر رزقهم وتنمية بلادهم. في نفس هذا الوقت يلاحظون إن حكومة بلادهم لا تولي هذه الغابات ما تستحقه من مكانة في المتن الوطني. فاليونان ليس في غاباته نظام مراقبة وإنذار مسبق، كذلك فإن حراس الغابات أقل بكثير مما هو المعدل على مستوى العالم، هذا غير التسوير الواجب وضعه على الأقل في الكثير من الغابات القريبة من مراكز المدن والطرائق السريعة التي تقطعها. كل هذه الإجراءات التي اتخذتها مختلف الدول الأوربية خلا اليونان".