عربي ودولي

رفض واسع لمقترح الكونفدرالية: وانتقادات حادة لموقف عباس

قوبل تصريح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه سيوافق على إنشاء كونفدرالية فلسطينية أردنية في الضفة الغربية شرط أن تنضم إسرائيل إليها، بكثير من الانتقادات القاسية من الداخل والخارج.

فقد رفض كبار المسؤولين في الأردن ورام الله وأعضاء الكنيست العرب من القائمة "المشتركة" في الكنيست الإسرائيلي، بشدة المقترح المقدم إلى رئيس السلطة الفلسطينية، وقالوا إن محمود عباس قد كشف عن اقتراح تأسيس كونفدرالية "وهو يعلم أن هذه الفكرة غير ممكنة-لا الآن ولا في المستقبل".

ووفقا لما ورد في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فقد قال مسؤول كبير في المملكة الأردنية الهاشمية أمس، إن تصريح عباس كان متعمداً ومدروساً، بهدف إحباط جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حماس وفتح.

وأضاف ذات المسؤول، وفقا للصحيفة: "هناك كثيرون في إسرائيل يدعون أن الأردن هو فلسطين فعلاً - وهو أمر نرفضه كلياً. لقد فوجئنا عندما سمعنا عباس يقول إنه يدعم كونفدرالية سياسية تشمل الأردن وفلسطين بشرط أن تشارك إسرائيل فيها".

وفي رام الله أيضاً، لاقت تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية انتقادات لاذعة وقال مسؤول كبير في منظمة التحرير الفلسطينية، للصحيفة إن هذه فكرة وهمية وهي حلم العناصر اليمينية المتطرفة في إسرائيل، التي تطمح إلى نقل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية إلى السيطرة السياسية الأردنية.

وأضاف: "يصعب علينا التصديق بأن المقصود ليس تصريحا هدفه عرقلة جهود المصالحة الفلسطينية. أبو مازن يعلم جيدا ما هو الموقف بشأن هذا الأمر سواء موقف القيادة الفلسطينية أو الأردن".

كما انتقد أعضاء كنيست عرب من القائمة "المشتركة" موقف أبو مازن. وكتب النائب جمال زحالقة في منشور له على فيسبوك: "إن حقيقة إعلان رئيس السلطة الفلسطينية عن مثل هذه المبادرة يشكل ضربة". كما هاجم زحالقة إعلان أبو مازن بأنه يلتقي بين الحين والآخر مع رئيس الشاباك الإسرائيلي، وأن هناك توافقا كاملا بين جهات الأمن الفلسطينية والإسرائيلية. وكتب "ان يلتقي الرئيس الفلسطيني رئيس الشاباك الاسرائيلي بشكل دائم، هذه مصيبة، لكن ان يفاخر بأنه يتفق معه على 99% من الأمور فهذه ضربة قاضية".

وقال أحد كبار الوزراء في إسرائيل إن تصريحات أبو مازن لم تولد في فراغ، بل لأن الفكرة عادت إلى الخطاب السياسي ومطروحة "على الطاولة". وأضاف المسؤول الكبير أن فكرة الكونفدرالية لها مزايا كثيرة، بالنسبة لكل من إسرائيل والأردن.

ووفقا له، من الواضح أن عباس لن يوافق على الاقتراح، وبالتالي سيكون من الملائم مناقشتها فقط بعد وفاته أو بعد أن يترك منصبه. وأضاف الوزير أنه عندما تنضج العملية، سيتم تقديم اقتراح الكونفدرالية إلى الفلسطينيين بالتشاور مع الدول العربية، وبالتالي لن يكون أمامهم خيار سوى الموافقة على ذلك. ورفض ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على ذلك.