ابو مازن يضع الحكومه الإسرائيلية في مأزق

ذانيوز أونلاين/ كتب طاهر الشيخ: أثار الاجتماع الذي تمّ بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في منزل الأخير ب إحدى ضواحي تل أبيب، ردود فعل متضاربة سواء داخل الساحة الفلسطينية وتحديداً استنكاراً شديدا من قِبل حركة حماس، او من الجانب الإسرائيلي، حيث هاجمته الأحزاب اليمينية والدينية وكذلك اعضاء في الحكومة، فيما أيّدته أحزاب أخرى.

ويأتي هذا الإجتماع وسط أجواء مشحونة للغاية، حيث ارتفعت وتيرة العمليات التي ينفذها الشبان الفلسطينين ضد المستوطنين الصهاينة، فيما يقوم المستوطنين بمهاجمة منازل الفلسطينين في القرى والمدن الفلسطينية .

ولكن اللقاء في حد ذاته يأتي علي خلفية بحث الجانبين على حلول او على الأقل تقارُب لِحلحلَة ملف المفاوضات الذي داخل ثلاجة منذ فترات طويلة.

كما أنه يأتي على أرضية تهديد الرئيس أبو مازن في خطابه الأخير في دورة إنعقاد الجمعيه العامه للأمم المتحدة والذي كان واضحاً وضوح الشمس أنه يُمهِل "إسرائيل" عاماً واحداً فقط للعوده إلى طاولة المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية و الاتفاقات الموثّقه و القاضيه بإقامة الدوله الفلسطينيه على حدود الرابع من حزيران و عاصمتها القدس الشرقية و ذلك تحت مظلة (اللجنه الرباعيه) و التي تضم الأمم المتحدة و الولايات المتحده و روسيا و الاتحاد الأوروبي، و في اشاره ايضاً إلى إمكانية توسيعها لتشمل الصين و دولتان عربيه و دولتان اوروبيه حتى لا تنفرِد الولايات المتحده وحدها بِملف المفاوضات.

هذه التهديدات التي اعتبرها العديد من المراقبين أنها ذرّ للرماد في العيون، أعقبها الرئيس أبو مازن باجتماعات عامه للغايه مع رؤوساء مصر و ملك الأردن و غيرهما على الصعيد الخارجي، فيما كرّس أبو مازن خطابه بالدعوه إلى إجتماع للمجلس المركزي ينعقد خلال شهر يناير لاتخاذ العديد من القرارات السياسيه الهامه تشمل فكّ الارتباط من جانب واحد مع "اسرائيل" و إعلان فلسطين دوله تحت الإحتلال.

و بالعوده إلى إجتماع ابو مازن و بيني غانتس، فقد شملت التسريبات ان غانتس طلب من أبو مازن العمل على تهدئة الأوضاع في الضفه الغربيه، وأنه وعَدَ بتقديم تسهيلات اقتصاديه للفلسطينيين مِنها الإفراج 100مليون شيكل من أموال الضرائب و لمّ الشمِل لأكثر من ألف حاله، فيما طالب أبو مازن بإيجاد أفق سياسي جَدّي يؤدي إلى حلّ سياسي، و تأكيده على ضرورة البدء بترسيم الحدود بين دولة فلسطين و "إسرائيل"، كما أنه طالب بيني غانتس لوقف اعتداءات المستوطنيبن المستمره ضد المواطنيين الفلسطينيبن.

في جُعبَة الزياره الكثير، لأن ما جرى في هذا الإجتماع سوف يُطرَح على الحكومه الإسرائيلية لدراسته و يضعها في مأزق و خاصة مُطالبة ابو مازن بترسيم الحدود بين الجانبين وهو ما يعني الكثير، فهو بمثابة لُغم أمام الحكومه الإسرائيلية، فإمّا الإعتراف بالدوله الفلسطينيه او سَحب إعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل؟