"إخوان تونس" واتباعهم يصنعون اعذار الهزيمة في صورة انتصار

ذانيوز أونلاين// في عيد الثورة التونسية، لا شبه بين اليوم والأمس، فالشارع الرمز وسط العاصمة، لم يظل كعهده، ولا أهداف المسيرات تعكس حصاد إحدى عشرة سنة منذ سقوط النظام، ولا الأمن وعتاده ظل على ما اعتاد المتظاهرون منذ ذلك الوقت.

11عاما منذ سقوط النظام في تونس، اعتادت المسيرات على الأمن كما اعتاد الأخير عليها، وبينما كانت المطالب وطنية، وتعكس نبض الشارع، فاليوم بدأت قطع الدومينو تتساقط، وظهرت الحقيقة.

مسيرات أعلن عنها حزب حركة "النهضة" الإسلامي، وإلى جانبها أحزاب تستظل بظلها، واقفة على يقين حقيقة انتهائها مع نهاية الإخوان المسلمين في تونس، فلم تجد بدا إلا مؤازرتها، واختارت جميعها يوم 14يناير لتؤدي رقصة الديك المذبوح.

رجل قرطاج يبدو أنه دارس لقواعد اللعبة، وإن كان بالأمس القريب يجهلها، ولكن التواجد الأمني وسط شارع الحبيب بورقيبة، محافظا على عذريته من أن تطأه أقدام المتظاهرين إلى اللحظات الأخيرة، يؤكد أنه فعلا أصبح سيدا لقرطاج.

وإن كانت قواعد اللعبة السياسية قد فرضت عليه التعامل مع الخصوم فرادى، فإنه اليوم أثبت أنه تخطي مرحلة كان فيها من الغباء السياسي التعامل مع الخصوم دفعة واحدة.

تجمعات من المناوئين لقرارات 25 يوليو 2021 التي جمدت عمل مجلس نواب الشعب الذي يتحكم فيه حزب حركة "النهضة" الإسلامي، وإقالة الحكومة التي تأتمر بأوامر الإخوان المسلمين... تجمعات حزبية أكثرها فجاجة تواجد اليسار فيها، ارتأت أن تخدع الأمن وتأتي من كل حدب وصوب على أن تلتحم في مدخل شارع الحبيب بورقيبة، ولكن وجدوا خراطيم المياه في وجوههم، فقفلوا عائدين على أدبارهم.

واستنفر الأمن في كافة الشوارع المؤدية إلى وسط العاصمة، متصديا إلى كافة المسيرات على ضآلتها، بينما كانت الغالبية القصوى قادمة من شارع محمد الخامس، إلا أن الأمن نجح في منعهم من التلاحم على مستوى تقاطع شارع جان جوراس.

كر وفر بين الأمن والمتظاهرين، بين من يدافع عن الدولة وآخر حريص على ما اكتسب خلال السنوات الخوالي تحت مسمى الديمقراطية.

نقلت الصورة عتاد أمني غير معتاد لفض الاشتباكات والتظاهرات مثل سيارات ضخ المياه، واستخدام الطائرات المسيرة (درون)، التي ربما تنقل الصورة إلى غرفة العمليات ومن ثم إعطاء الأوامر بالتحرك في اتجاهات محددة، أو ربما لتوثيق الحدث، وما قد يقع من تجاوزات بين الجانبين.

وعلى الجانب الآخر هتافات وقليل من الشعارات ندر فيها من يحمل راية البلاد، وقد انسحبوا بغباء من يصنع لنفسه اعذار الهزيمة في صورة انتصار.