وقال ليمور: إن الغزو الروسي لأوكرانيا يُشكل مخاطر يمكن أن تمتد إلى ما وراء ساحة المعركة المباشرة، مما قد يغير نظام الأمن العالمي إلى الأسوأ.
وأضاف ليمور، أن الغزو الروسي مُقلقٌ بالنسبة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الذين انتقدوا دعم إسرائيل لأوكرانيا كانوا مخطئين، مُعللًا ذلك بثلاثة أسباب.
السبب الأول هو أن "إسرائيل -التي نهضت من رماد المحرقة- يجب أن تضع نفسها دائمًا في الجانب الصحيح من التاريخ".
والسبب الثاني هو أن إسرائيل بحاجة إلى الوقوف بجانب الولايات المتحدة والغرب.
أما السبب الثالث من وجهة نظر ليمور، فهو أن بوتين أثبت مرارًا وتكرارًا بأن دافعه الوحيد هو المصلحة الروسية، وتعاونه مع إسرائيل في سوريا مبني على مصالحه المحلية هناك، والتي يمكن أن تتغير بسرعة.
"نحن بحاجة إلى رؤية كيف تتعاون روسيا في ذات الوقت مع إيران في عدد من القضايا، بما في ذلك البرنامج النووي، لفهم أن روسيا ليست ركيزة مستقرة، وبالتأكيد ليست بديلًا عن الولايات المتحدة"، حسب قول ليمور.
وأكد المحلل الإسرائيلي أن إسرائيل ستسعى للبقاء على الحياد قدر الإمكان تجاه الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وسوف تُركز الجزء الأكبر من طاقتها الآن على إنقاذ الإسرائيليين واليهود في أوكرانيا الذين يريدون المغادرة.
وبحسب ليمور، "من المنطقي الافتراض بأن معظم اليهود والإسرائيليين في أوكرانيا سيرغبون في البقاء هناك، لأنهم يعتقدون أنهم ليسوا هدفًا للحرب، ويرون أن روسيا تريد ضم أوكرانيا إليها فقط".
وتابع ليمور، أن "الجيش الأوكراني لم يُبدِ مقاومة تُذكر، وبدا أن طريق الجيش الروسي إلى العاصمة كِييف وما وراءها ممهدًا اعتبارًا من ليلة الخميس، ولم يكن ذلك موضع شك؛ فالفجوة بين الجيشين هائلة، وفي اللحظة التي أعلن فيها الغرب عدم تدخله في الحرب، انتصرت روسيا بشكل أولي".
وقال ليمور: "إن الافتقار إلى الدعم الغربي أمر مقلق للغاية، فقد رفع الرئيس الأمريكي جو بايدن راية الاستسلام البيضاء منذ لحظة توليه منصبه، عندما أعلن أنه لن يرسل قوات أمريكية إلى ساحات القتال الأجنبية، ثم قاد الانسحاب الجبان من أفغانستان، حيث كان الردع الأمريكي منهك بشكل كبير. وكما ذكرنا يُمكن أن نشهد الآن الأعراض الأولى لهذا المرض، والذي يمكن أن ينتشر إلى إسرائيل في حال شعرت إيران ووكلاؤها أنهم أحرار وآمنون للعمل".
وختم المحلل العسكري يوآف ليمور مقاله، بأن "الدرس الفوري لإسرائيل واضح، وهو أن عليها الاعتماد على نفسها فقط، أما الدرس المستفاد للعالم هو أنه بدون حل سيتصدع النظام الأمني العالمي، وعلى الرغم من أن الأمريكيين والأوروبيين قد فرضوا عقوبات شديدة على روسيا، إلا أن الأوان قد فات، وبالنسبة لأوكرانيا، فيجب على من يريد أن يعيش في عالم حر أن يتذكر أنه في بعض الأحيان يجب دفع ثمن ذلك بالدم والدموع".