مركز الأمن القومي: مُسيرّات حزب الله الهجومية تُشكل التهديد الإستراتيجي الأخطر لإسرائيل

رأت دراسة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابِع لجامعة تل أبيب، رأت أنّه لا ينبغي تجاهل التحدّي الجديد الذي تشكله الطائرات بدون طيار التي يملكها حزب الله، لإسرائيل، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ التحدي الحقيقيّ الذي يُشكّله حزب الله على دولة الاحتلال لا يكمن في الطائرات بدون طيّارٍ أو المُسيّرات  الصغيرة، كالمسيرّة التي اخترقت الكيان في شهر شباط (فبراير) الماضي، إنّما التحدّي المركزيّ، شدّدّت الدراسة، يكمن في الطائرات الهجوميّة التي يملكها الحزب، على حدّ وصفها.

الدراسة الإسرائيليّة شدّدّت على أنّ حزب الله يُحاول إطلاق الطائرات بدون طيّار منذ ما يقرب الـ20 عامًا، وقام في السنوات الأخيرة بتكثيف محاولاته، مُوضحةٍ في الوقت عينه أنّه من الصعب اعتراض هذه المُسيرّات بسبب طيرانها على ارتفاعٍ منخفضٍ، على حدّ تعبير الباحثيْن اللذيْن أعّدا الدراسة، يورام شفايتسر وأورنا مرزراحي، وأضافا أنّ مُسيرّة حزب الله، وهي من طراز (حسان)، التي اخترقت أجواء الكيان، تمّ تعقبّها، بحسب الناطق الرسمي بلسان جيش الاحتلال، إلّا أنّ سلاح الجوّ فشل في إسقاطها.
وكان مُحلِّل الشؤون العسكريّة في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ قد قال بعد الإخفاق الإسرائيليّ في إسقاط مسيرّة حزب الله، وبالحرف الواحد: “هذه الطائرة المُسيّرة أكّدت فشلًا جديدًا لمنظومة القبب الحديديّة في الشّمال، والفشل يطرح الكثير من الأسئلة الصّعبة”، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، نوهّت الدراسة إلى أنّ قدرة الطائرات بدون طيّارٍ، والتي يملكها حزب الله، على إحداث أضرارٍ ماديّةٍ كبيرةٍ محدودةٍ للغاية، وأنّ قيام حزب الله بإطلاق الطائرات بدون طيّار يهدف لجمع المعلومات الاستخباريّة، بالإضافة لإظهار قوّته في هذا المجال، بحسب الباحثيْن الإسرائيلييْن.
بالمُقابِل، شدّدّت الدراسة، على أنّه يتحتّم على إسرائيل الاستعداد لمُواجهة التهديد الخطير القادِم من الطائرات المُهاجمة بدون طيّار التي يمتلكها حزب الله وما أسمته الدراسة بالمحور الشيعيّ في سوريّة والعراق واليمن، وأيضًا في قطاع غزة حيثُ تقوم إيران بتزويد وتدريب حركة (حماس) على تشغيل هذه الطائرات، وهي من نفس الطراز الذي استخدمته جماعة الحوثي في اليمن عندما هاجمت منصات شركة (أرامكو) النفطيّة في السعودية، وذلك في شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2019.
الباحثان الإسرائيليان أكّدا أنّ “إظهار الثقة المفرطة بالنفس في وسائل الإعلام، كما يتضح من خطابات نصر الله الأخيرة، والتي أكّد فيها فشل إسرائيل في مساعيها لمنع تهريب الأسلحة النوعيّة من إيران إلى الحزب عن طريق سوريّة، وكذلك تباهيه بقدرات الحزب على التصنيع الذاتيّ للصواريخ الدقيقة، سواءً كانت صحيحةً أوْ خاطئةً، وتقديرات حزب الله بأنّ إسرائيل أوهن من الردّ على تحرشات واستفزازات الحزب أوْ بكلماتٍ أخرى، بأنّ إسرائيل باتت مردوعةً، جميع هذه العوامل مجتمعةً، شدّدّت الدراسة، من شأنها أنْ تؤدّي لقيام إسرائيل بجباية ثمنٍ باهظٍ من حزب الله على نحوٍ خاصٍّ ومن الدولة اللبنانيّة، على نحوٍ عامٍ، وفق تعبيرها.
وتابعت الدراسة قائلةً إنّه إذا توصلّت إسرائيل لاستنتاجٍ بأنّ قدرات حزب ونواياه تُشكّلان تهديدًا استراتيجيًا كبيرًا لأمنها، واختارت اللجوء للعمل العسكريّ بهدف توجيه ضربةٍ قاتلةٍ وحاسمةٍ لحزب الله بهدف إزالة التهديد، يتحتّم عليها عندئذ أنْ تأخذ بعين الاعتبار الثمن المُرتفِع الذي سيدفعه العمق الإسرائيليّ من ناحية، والمواطنين اللبنانيين من ناحيةٍ أخرى، والذين يستخدمهم حزب الله كدروعٍ بشريّةٍ، على حدّ قولها.
واختتمت بالقول إنّه في هذه الحالة سيتعيّن على نصر الله أنْ يتعامل مع النتائج الوخيمة للضربة الإسرائيليّة، على عكس ما كان يقصده في تهديداته الأخيرة، وفق مزاعم دراسة مركز أبحاث الأمن القوميّ في تل أبيب.