تفاصيل مخطط التطبيع السعودي الإسرائيلي

ذانيوز اونلاين// قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الأحد، إن السعودية على وشك فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإسرائيلية، كجزء من مخطط التطبيع التدريجي بينها وبين إسرائيل، وذلك مقابل موافقة إسرائيل على شروط السعودية بشأن الترتيبات الأمنية في جزيرتي تيران وصنافير، اللتين نقلت مصر سيادتهما تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السعودية في عام 2017.

واستخدمت الصحيفة الإسرائيلية تعبير "فتح الأجواء بشكل جارف" للإشارة إلى أنه لن تكون هناك أي قيود سعودية على مرور الرحلات الجوية الإسرائيلية من الأجواء السعودية، الأمر الذي يعتبر بشرى فورية للإسرائيليين الراغبين في السفر إلى دول شرق آسيا.

وكان الإسرائيلي يضطر إلى السفر بداية إلى عمّان، ومن هناك يستقل طائرة إلى الشرق الأقصى، أو أخذ رحلات "ترانزيت" إلى الإمارات، ومنها إلى دول مثل تايلاند وفيتنام، أو الاتجاه إلى قبرص وتركيا، ومن هناك على متن رحلات لشركات هذه الدول إلى الشرق الأقصى.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة السعودية تمثل أيضاً بشرى كبيرة لشركات الطيران الإسرائيلية، وهي كلها تأتي ضمن صفقة تجري بلورتها بين السعودية وإسرائيل بوساطة أميركية.

مع ذلك، لفتت "يسرائيل هيوم"، إلى أن هذا "جزء يسير من عملية تطبيع سياسية أوسع من ذلك بكثير، يفترض أن تحصل قريباً وتحدث تغييراً حاداً في خريطة التحالفات في الشرق الأوسط".

ومضت الصحيفة الإسرائيلية قائلة: "وفقاً لما هو معروف في هذا الباب، فإن السعودية وإسرائيل تقيمان منذ سنوات علاقات غير رسمية تتمثل بتعاون سري بينهما. واليوم، فإن التحالف بين الدولتين على وشك الخروج إلى العلن، ولو جزئياً على الأقل"، وذلك في ظل "التهديد الإيراني الذي يخافون منه في القدس وفي الرياض، وفي ضوء الرغبة السعودية بتسخين علاقاتها الباردة مع الولايات المتحدة، وعليه يتوقع أن يشهد ملف التطبيع السعودي - الإسرائيلي تطوراً جديداً".


ووفقاً للصحيفة ذاتها، فإن الدافع والمحرك الرئيسي لهذا التوجه في السعودية، هو ولي العهد محمد بن سلمان، لكن "ليس بمقدوره الآن المضي في هذا الأمر حتى النهاية بفعل معارضة والده، الملك سلمان". 

ولفت التقرير إلى أن الأجواء السعودية مفتوحة الآن أمام الرحلات الإسرائيلية إلى كل من الإمارات والبحرين فقط، كجزء من اتفاقيات التطبيع المعروفة باسم اتفاقيات "أبراهام"، كذلك تملك شركة الطيران الهندية "إيير إنديا " تصريحاً خاصاً بها للمرور من الأجواء السعودية. "لكن هذا المشهد كله سيتغير قريباً، عندما تحلّق الطائرات الإسرائيلية وتقطع وتسيّر شركات أجنبية رحلات إلى إسرائيل، من الأجواء السعودية"، بحسب الصحيفة نفسها.

ووفقاً للصحيفة، فقد طالبت إسرائيل بتسيير رحلات مباشرة من تل أبيب إلى السعودية لنقل الحجاج من فلسطينيي الداخل، الذين يؤدون مناسك الحج منذ عام 1978، وكانوا يقومون بها بداية براً عبر الأردن، وسمح لهم في السنوات الأخيرة بتأديتها عبر رحلات جوية، على أن يسافروا من مطار اللد إلى عمان، ومن هناك إلى السعودية.

ومقابل هذه الخطوات السعودية، ستمنح إسرائيل، وفقاً للصحيفة، ضوءاً أخضر لنقل السيادة الكاملة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. فرغم أن الجزيرتين غير مأهولتين، إلا أنهما تتمتعان بأهمية استراتيجية، لأنهما تحكمان السيطرة على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وتسيطران على الملاحة إلى ميناء إيلات.

هذه العملية كلها تتم بوساطة من الإدارة الأميركية، المعنية بدورها برفع معدل إنتاج النفط السعودي من أجل خفض أسعار النفط في الأسواق العالمية

 وتسعى مصر لنقل سيادة الجزيرتين إلى السعودية بشكل تام، وقد أُقرت الخطوة في الجانب المصري، بما في ذلك وفق قرارات قضائية، مقابل الحصول على دعم اقتصادي من السعودية، لكن، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، "إن نقل الجزيرتين إلى السعودية يلزم بحسب معاهدة السلام الإسرائيلية-المصرية، "كامب ديفد" موافقة إسرائيلية على نقل الجزيرتين لدولة ثالثة".

وأضافت الصحيفة أن هذه العملية كلها تجري بوساطة من الإدارة الأميركية، المعنية بدورها برفع معدل إنتاج النفط السعودي من أجل خفض أسعار النفط في الأسواق العالمية، التي ارتفعت بعد فرض حظر نفط روسيا بفعل غزو الأخيرة لأوكرانيا. وكانت المشكلة تكمن في جمود العلاقات السعودية - الأميركية على خلفية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وخلصت "يسرائيل هيوم" إلى القول إن الرئيس بايدن، بعد سنوات من المقاطعة لولي العهد محمد بن سلمان، سيلتقي بن سلمان خلال زيارته للسعودية، وفي المرحلة الأولى سيصافحه علناً، لكن دون عقد لقاء مغلق بين الاثنين.

 ويبدو، بحسب الصحيفة، أن الاتصالات بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل بلغت مراحل متقدمة جدا، لكن لم يتم للآن التوصل إلى تفاهمات نهائية بشأن التفاصيل. وعلى ما يبدو فإن تأجيل زيارة بايدن للمنطقة، للشهر القادم، بدلاً من أواخر الشهر الحالي مرتبط بالرغبة الأميركية في التوصل أولاً إلى اتفاق شامل وبعيد المدى بين الدول الثلاثة، وفقط بعد ذلك سيقوم بايدن "بجولة انتصار دبلوماسية".