استياء تركي وموقف قطري غامض.. هل يمتنع النظام السوري عن لقاء قيادة حركة حماس؟!

 كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، اليوم الخميس، أن النظام السوري لا يتجاوب حتى الآن مع محاولات الوسطاء تقريب وجهات النظر بينه وبين حركة حماس في ظل قرار الحركة الذي اتخذ منذ عدة أشهر بإعادة العلاقات مع النظام في دمشق والذي يحقق من جانبه تحسنًا في سيطرته على العديد من الأراضي، وكذلك في علاقاته مع الدول العربية والإسلامية وغيرها.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ "القدس" دوت كوم، فإن عدة جهات تدخلت وأجرت اتصالات بعضها بشكل رسمي وأخرى بشكل غير رسمي مع بعض المسؤولين في النظام السوري وبعلم قيادة حركة حماس، إلا أن تلك الجهود حتى الآن لم تحقق أي اختراق، وهناك حالة من الفتور تسود من قبل القيادة في دمشق تجاه الحركة بعد موقفها من الأحداث التي بدأت في البلاد عام 2012.
وقالت المصادر، إن عودة العلاقات بين حماس والنظام السوري ستحتاج لمزيد من الوقت وقد تمر سنوات حتى تعود مجددًا، مشيرةً إلى أن الحركة مهتمة بالانفتاح في العلاقة من جديد مع النظام السوري ودول وجهات أخرى في إطار محاولتها لمواجهة التغييرات الحاصلة في المنطقة والتحالفات التي تبنى لمحاولة خدمة التطبيع والاحتلال الإسرائيلي.

ووفقًا للمصادر، فإن قرار حماس بإعادة علاقتها مع النظام السوري بشكل خاص، أثار حفيظة واستياء القيادة التركية، التي بدورها لم تتتحدث مع الحركة حول القضية، ولكنها قضية يتوقع أن تكون مثار بحث في أي لقاءات رسمية أو غير رسمية بين الجانبين.

ومن اللافت أنه لم يعرف موقف قطر من قرار حماس خاصة وأن الدوحة من أكثر الدول التي تعارض عودة النظام السوري حتى الآن إلى جامعة الدول العربية، والمنظومة الرسمية في المنطقة.

وبينما لم تظهر جماعة الإخوان المسلمين أي موقف من قرار حماس، إلا أن بعض رجال وعلماء الدين نقلوا رسالة نصحوا خلالها قيادة الحركة بإعادة النظر في قرارها.


وقال العلماء في رسالتهم: إن في القرار "مفاسد عظيمة، ولا يتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية، وهذا في نظر الحاضرين يقتضي أن تقوم الحركة بمراجعته وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء".

وأشار العلماء إلى أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وعد بعرض القضية مجددًا على قيادة الحركة.

ولم تعلق حماس على تلك الرسالة، لكنها أكدت على لسان القياديين موسى أبو مرزوق وخليل الحية، أن هناك اتصالات لعودة العلاقات مع النظام السوري وجهات أخرى.

وكانت مصادر تحدثت لـ "القدس" دوت كوم، في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، أنه يوجد أي تطورات في ملف عودة العلاقات مع سوريا والذي اتخذ بعد أشهر من انتخاب المكتب السياسي الجديد في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي.

وبينت المصادر حينها، أن المكتب السياسي لحماس اتخذ القرار في إطار الانفتاح على جميع الجهات وتحسين العلاقات مع جميع الأطراف العربية والدولية، مشيرةً إلى أن بعض الفصائل الفلسطينية لعبت دورًا في محاولة تقريب وجهات النظر خاصة في ظل تطوير العلاقات ما بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في المنطقة.

وكانت "رويترز"، نقلت عن مصادر في حماس قولها إن الحركة قررت استئناف علاقاتها مع سوريا بعد عشر سنوات من مقاطعة قيادتها دمشق بسبب معارضتها لحملة الرئيس السوري بشار الأسد على انتفاضة ضد حكمه.

وبحسب "رويترز" فإن مسؤولاً بالحركة طلب عدم الكشف عن هويته قال إن "الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عليا لتحقيق ذلك".