ذانيوز أونلاين// تعبر إسرائيل عن "تفاؤل" بقرب التوصل إلى اتفاق مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين. وادعى مسؤولون إسرائيليون أن إسرائيل قدمت "مقترحا جديا جدا" وأن "من شأنه تغيير الحياة في لبنان من حالة دمار اقتصادي إلى فرصة تحولها إلى دولة بإمكانها استخراج الغاز"، حسب ما نقل عنهم موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني "واينت" اليوم، الأحد.
إسرائيل "متفائلة" بجولة مفاوضات جديدة لترسيم الحدود البحرية مع لبنان
- التفاصيل
- By ذانيوز اونلاين
وتأتي أقوال المسؤولين الإسرائيليين على خلفية زيارة المبعوث الأميركي الخاص والوسيط في المحادثات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، أموس هوكستين، إلى بيروت، اليوم. وتعتبر إسرائيل أن جولة هوكستين الحالية في المنطقة ستكون الأهم بما يتعلق بترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.
وأشار "واينت" إلى أن أقوال المسؤولين الإسرائيليين تأتي على خلفية تهديدات أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بعدم السماح لإسرائيل ببدء التنقيب عن الغاز في حقل "كاريش"، خلال أيلول/سبتمبر المقبل، من دون الحفاظ على حقوق لبنان في المياه الاقتصادية التابعة لها. كذلك تطالب إسرائيل الإدارة الأميركية بالإسراع في إبرام اتفاق ترسيم حدود قبل بدء استخراج الغاز من "كاريش".
واستبق طاقم المفاوضات الإسرائيلي اللقاءات المزمع عقدها بين هوكستين والمسؤولين اللبنانيين - وبينهم الرئيس ميشال عون، ورئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان، نبيه بري – بلقاء مع هوكستين عبر تطبيق "زوم"، قبل عدة أيام، ونقل إليه المقترح الإسرائيلي بشأن ترسيم الحدود البحرية. وجاء ذلك بعد أن رفضت إسرائيل مقترحات لبنانية بهذا الخصوص.
ونقل "واينت" عن وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين إلحرار، قولها قبل عدة أيام إن "إسرائيل قدمت مقترحا جديا، وهذا المقترح الأول منذ أن بدأنا جولة المحادثات مع استعداد لحلول مبتكرة".
واعتبرت إلحرار أنه "توجد هنا فرصة لحكومة لبنان من أجل التوصل إلى نهاية الصراع حول الحدود البحرية وتطوير حقل غاز يخدم المصالح الاقتصادية اللبنانية. وعليكم ألا تسمحوا لجهات متطرفة (في إشارة لحزب الله) بمنع ذلك. وينبغي أن تقرر لبنان بشأن البقاء في الدمار الاقتصادي ومجال الطاقة أو الانضمام إلى الدولة المنتجة للغاز في المنطقة. والكرة موجودة بأيدي لبنان".
وتابعت إلحرار أن اتفاقا حول ترسيم الحدود البحرية "هو مصلحة إسرائيلية تؤدي إلى استقرار في المنطقة. وتجري إسرائيل المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق، وكلي أمل بأن تعمل لبنان بالشكل نفسه. وحتى الآن كانت هناك جهات في لبنان أعاقت (التوصل لاتفاق) وآمل أن نتمكن من الاجتماع حول اتفاق. ونحن معنيون بالتوصل إلى اتفاق. وقدمنا مقترحا بهدف التوصل إلى اتفاق. وتوجد أزمة طاقة في لبنان ونقص هائل بالكهرباء، ولديهم فرصة بتطوير المخزون واستخراج غاز ومصدر للطاقة. وبالإمكان الاتفاق على ذلك".
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه إذا تم التوصل إلى صفقة، فإن إسرائيل لن تعارض عقد لقاء مع الجانب اللبناني في بلدة الناقورة الحدودية. والمقترح الإسرائيلي يتطرق أيضا إلى الشركة التي ستنفذ أعمال التنقيب، وإحدى الإمكانيات في المقترح الإسرائيلي هي أن تنفذ شركة "توتال" الفرنسية عملية التنقيب لصالح الدولتين، من أجل "منع مشاكل تتعلق بالتنسيق ومن أجل تنفيذ تقاسم عادل للأرباح من (استخراج الغاز) في المناطق المتنازع عليها".
ونقل "واينت" عن مسؤول أمنيين إسرائيليين اعتبارهم أن تهديدات نصر الله باستهداف منصة "كاريش"، تدل على إدراكه أن الدولتين تقتربان من اتفاق، وأنه في حال الاتفاق فإنه "سيكون بإمكان نصر الله الادعاء أن بفضل تهديداته تم التوصل إلى اتفاق جيد".
ونفى مسؤول إسرائيلي تقارير حول دراسة إمكانية نقل حقل "كاريش" إلى منطقة أقرب إلى إسرائيل، وادعى أنه "لا توجد أي علاقة بين النزاع مع لبنان وحقل كاريش. فهذا حقل إسرائيلي، ومنصة إسرائيلية كانت في المنطقة الإسرائيلية دائما، وهي تقع جنوبي المنطقة التي يقول اللبنانيون أنها لهم".
إلا أن إسرائيل تأخذ تهديدات حزب الله على محمل الجد، ويجري الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة تدريبات تحاكي هجمات صاروخية على أهداف تقع في "المياه الاقتصادية الإسرائيلية"، حسبما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، الأسبوع الماضي.
وأضاف المسؤولون الأمنيون ذاتهم أن هذه التدريبات تأتي في أعقاب تهديدات نصر الله، حول قدرة حزب الله على استهداف منصات الغاز الطبيعي التي وضعتها إسرائيل في البحر المتوسط، وإطلاق حزب الله طائرات مسيرة باتجاه منصة "كاريش".
وأفاد "واللا" بأن جهاز الأمن الإسرائيلي رفع حالة التأهب حول منصات حقول الغاز على خلفية عدم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود البحرية حتى الآن، ودخول منصة إلى حقل "كاريش" من أجل بدء استخراج الغاز منه، في أيلول/سبتمبر المقبل.
ويتخوفون في جهاز الأمن الإسرائيلي من استهداف حرية الملاحة البحرية الإسرائيلية، وليس منصات الغاز فقط. وأشار المسؤولون الأمنيون إلى أن 99% من الواردات الإسرائيلية تتم عن طريق البحر، حيث تصل بالمعدل 5900 سفينة إلى موانئ إسرائيل سنويا، و53% منها تصل إلى ميناء حيفا "الذي أصبح مهددا من حزب الله".
وأضاف المسؤولون الأمنيون أنه تصل قرابة 300 ألف سيارة سنويا إلى إسرائيل محملة على سفن، كما أن 90% من القمح الذي تستورده إسرائيل يصل عن طريق البحر.