ذانيوز أونلاين// تلقف الإعلام الإسرائيلي زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتيه، مساء أمس، لمدينة ومخيم جنين باهتمام كبير، ربما يفوق ما تناوله الإعلام الفلسطيني رغم ما في الزيارة فلسطينيا من دلالة ورمزية كبيرة.
الرئيسية أخبار فلسطين زيارة اشتية لمخيم جنين: مجرد تعزية أم انقلاب في الموقف الرسمي؟
- التفاصيل
- By ذانيوز اونلاين
وظهر اشتيه في ساحة كبيرة في مخيم جنين وإلى جواره فتحي خازم، والد الشهيدين والمطارد الأول في مخيم جنين، ومحاطا بالمقاتلين الملثمين من كتيبة جنين التي يطاردها الاحتلال ويسعى إلى تصفيتها.
جاءت زيارة اشتيه لتقديم واجب العزاء لأسر شهداء جنين ومخيمها الثلاثة: الطبيب عبد الله أبو التين، ومتين فايق ضبايا، ومحمد ماهر تركمان الذين سقطوا قبل أيام برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها لمخيم المدينة.
وخطب رئيس الوزراء في مئات المعزين المحتشدين في المخيم قائلا: “لم آت لأعزي، ولكن أتيت لأتقبل العزاء معكم جميعا، ولأقول لكم يجمعنا الحزن وتوحدنا المعاناة وإنا لمنتصرون”.
وقال: “هذا الاحتلال الذي يمول حملته الانتخابية بالدم الفلسطيني كل يوم، فالدم الفلسطيني ليس رخيصا ليمول حملة انتخابية للاحتلال، ولكن أرواحنا رخيصة عندما يكون الوطن هو العنوان”.
وتابع: “التحية لكم يا أهلي في جنين، يا مدرسة الوطنية الفلسطينية، فالمخيم تآخى مع مخيم شعفاط وعناتا ونابلس ورفح والبلدة القديمة في القدس”.
وقال: “جنين اليوم صوتها عال من أجل أن يرتفع صوت الآخرين، وأن يكون صوتنا أعلى من صوت الاحتلال، فحقنا هو الحق الحقيقي”.
وخاطب أبو رعد قائلا: “أقول لأبو رعد ولكل ذوي الشهداء ليس لدينا جندي مجهول أو شهيد مجهول، نعرف أسماء الشهداء والجرحى والأسرى الرباعية. ولذلك التحية لكم يا أهلي الأعزاء”.
وأضاف اشتية: “وهذا العالم ينظر بعين في أوكرانيا ولا ينظر بعينين إلى فلسطين، هذا العالم لا يريد أن يرى الحقيقة ويتجاهلها، فصوت فلسطين عال كما رفعه الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة ورفع صور الأسرى والشهداء الأطفال وأمهات الشهداء والأسرى”.
وتابع رئيس الوزراء: “نحن نقول لذوي الشهداء بأننا سنبقى على العهد، عهد فلسطين وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحرية الأسرى والعودة، وستبقى بوصلة النضال الفلسطيني تؤشر للقدس عاصمة دولتنا”.
وقال اشتية: “من مخيم التضحيات مخيم جنين نقول إن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وعتمة السجون التي يدفع ثمنها أسرانا لن تذهب سدى، وهذا النضال عملية تراكمية. جيل يسطر خلف جيل وتضحيات خلف تضحيات، فجنين سطرت الوحدة الوطنية على الأرض”.
وكتب موقع واللا نيوز العبري متوقفا كغيره من وسائل الإعلام الإسرائيلية أمام زيارة رئيس الوزراء اشتيه لخيمة عزاء الشهداء في مخيم جنين، وظهوره في الصور إلى جانب والد منفذ عملية ديزنكوف وعدد من المسلحين الذين يرتدون شعارات الفصائل.
وركز الموقع بحسب متابعة من المحلل السياسي محمد علان دراغمة، على تصريحاته التي جاء فيها أن دم الشهداء لن يذهب سدى، وأن الدم الفلسطيني هو المحرك للانتخابات الإسرائيلية.
وبحسب دراغمة فإنه لم تصدر تصريحات إسرائيلية رسمية حول الزيارة ربما بسبب عطلة عيد العرش اليهودي التي ستنتهي مساء اليوم الاثنين.
وتابع: “صورة رئيس الوزراء مع الجنرال فتحي خازم تحمل الكثير من المعاني حال حملت في طياتها تغييرا”.
وقرأ دراغمة الزيارة باستحضار لنائب رئيس حركة فتح محمود العالول الذي ألقى خطابا حماسيا في تشييع جثمان الشهيد الدكتور عبد الله أبو التين فيه تجاوب أكثر مع الميدان من التجاوب مع الموقف الرسمي.
وتساءل: “هل هي بدايات تغيير؟”.
وشدد أنه وبغض النظر عن كل الجدل الداخلي فإن صورة اشتيه في مخيم جنين محاطا بأبو رعد ومقاومين آخرين رسالة قوية للاحتلال الإسرائيلي حتى لو كانت لدقائق، وسيقال عن هذه الزيارة والصورة الكثير إسرائيلياً.
وشدد: “باعتقادي أن هذه الزيارة تم التوافق عليها مع أعلى المستويات السياسية”.
أما المختص بالشؤون الفلسطينية في كان الإخبارية الإسرائيلية أليؤر ليفي فاعتبر زيارة اشتيه لمخيم جنين أنها تخريب لجهود الأجهزة الأمنية الفلسطينية في تهدئة الميدان شمال الضفة الغربية، حيث كتب: “الأجهزة الأمنية الفلسطينية تبذل جهودا كبيرة لتهدئة الميدان شمال الضفة الغربية، ويأتي ليس أقل من رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيه محاطا بفتحي حازم والد منفذ عملية ديزنكوف، ومسلحين من مخيم جنين، وألقى خطابا يمجد الشهداء، لا أذكر رئيس حكومة فلسطينية لجانب مسلحين”.
أما المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور فاعتبر تواجد رئيس الوزراء في جنين في الوقت الذي يطالب فيه الاحتلال السلطة بمواجهة المقاومين بالحدث الذي يحمل رسالة مهمة، وهي “خطوة أولى في الاتجاه الصحيح نتمنى أن تتبعها خطوات أخرى على المستوى الوطني لجسر الهوة بين القيادة الرسمية والميدان”.
وتابع في حديثه مع راديو أجيال في مدينة رام الله: “إنها زيارة ليست عابرة، ولا يمكن أن تمر مرور الكرام، وتحديدا عندما تمارس إسرائيل الضغط لمواجهة الحالة النضالية الحالية باعتقال المطاردين”.
ورأى منصور أنه بدل أن تدخل السلطة في صدام يحدث العكس أي احتضان المسلحين وذويهم.
وأضاف أن اشتيه يعرف أن مسألة دخوله المخيم سيرافقها مظاهر المسلحين الذين يطالب بهم الاحتلال، وبالتالي يعتبر مظهر المسلحين طبيعيا فيما يتعلق بالحالة الفلسطينية لكنه بالمقابل هو أراد أن يوصل رسالة مهمة، فمسألة العزل والاستفراد بالمقاومين وخلق تناقض وفجوة بين السلطة والمقاومين لم تنجح.
وبحسب منصور فإن هذه الزيارة ومن دون مبالغة في دلالاتها أو التقليل من حجمها تشكل نقطة تحول في العلاقة بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية.
أما حول الرد الإسرائيلي فاعتبر منصور أنه تعليق مليء بالتحريض على اشتيه على اعتبار أن الحدث عكس حالة من التماهي مع المقاتلين والتشجيع لهم وبالمقابل هناك من رأى أنها صفعة للاحتلال، وهو ما أدى لحالة من الارتياح الفلسطيني لها.
وردا على سؤال إن كان اشتيه ذهب بصفته الشخصية قال منصور: “لا يمكن الفصل بين رئيس وزراء وبين مسؤول يذهب بصفته الشخصية لأخذ واجب العزاء، الاسرائيليون رأوا فيها رسالة، يبدو أن السلطة خرجت من حالة الصمت والسلبية في الفترة الماضية أو ربما وصلت لقناعة أن الحالة في الميدان تتطلب خطابا مختلفا” والزيارة عكست ذلك بكل تأكيد.