وبالتوازي مع هذا الاستعصاء السياسي يعمل رئيس الجمهورية ميشيل عون على إنجاز العديد من الملفات في الأيام المتبقية له. وكلف الرئيس عون، بعد اتصاله بالرئيس بشار الاسد، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب التوجه الى دمشق للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية مع سوريا. وسيرأس بوصعب اكبر وفد رسمي لبناني الى دمشق منذ العام 2011 ويضم وزراء الخارجية عبد الله أبو حبيب والأشغال علي حمية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومسؤولين اخرين، حسب وسائل إعلام محلية.
ويتزامن هذا الانفتاح اللبناني على سورية من بوابة ترسيم الحدود البحرية الشمالية مع انتهاء مهام السفير السوري “علي عبد الكريم علي” في لبنان بعد اثني عشرة عاما قضاها علي عبد الكريم كأول سفير لسورية في لبنان. وكلفت دمشق أيمن سوسان وهو معاون وزير الخارجية السورية حاليا بمهام سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان حيث سيسلم أوراق اعتماده للرئيس عون قبل مغادرة الأخير قصر بعبدا.
والثلاثاء المقبل يصل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت حاملاً نص الإتفاق الرسمي الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. والمتوقع توقيع الأطراف على الاتفاق في نقطة الناقورة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة قبل نهاية الشهر وارسال الاتفاق الى الأمم المتحدة قبل ان تنتهي ولاية رئاسة ميشيل عون، ويدخل لبنان في فراغ في موقع رئاسة الجمهورية.
وفي الجانب الإسرائيلي أشارت قناة “كان” الإسرائيلية أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان يتوقع توقيعه يوم الخميس أو الجمعة المقبلة، بالتزامن مع زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأضافت “عند منتصف ليل الأربعاء المقبل، ينتهي الموعد (14 يوما) الذي تم تحديده أمام الكنيست (البرلمان)، لمناقشة الاتفاق. لذلك يمكن أن يتم توقيع الاتفاق يوم الخميس أو الجمعة”. وأشارت القناة العبرية ان في إسرائيل ينتظرون شيئين، أولهما قرارات المحكمة العليا حول التماسات تم تقديمها ضد الاتفاق، ثم بعد ذلك تجتمع الحكومة الإسرائيلية للمصادقة بشكل نهائي على الاتفاق، وهو ما يتوقع حدوثه خلال الأسبوع الجاري”.