ميساوي : الإعلام رافِد إستراتيجي لِمحو الأُمية

ذا نيوز اونلاين/ على هامش المُلتقى الذي عقده الاتحاد النسائي العربي العام و مساهمة الكونفدراليه الالمانيه بمحو الأمية و تعليم الكبار ، تحدثنا الى الدكتور ناجح ميساوي، الخبير بالإعلام و الإتصال حول كيفية الاستعانة بوسائل الاعلام للنهوض بمسألة التعلم و محو الأمية :

 

س. في إطار هذا الملتقى و عنوانه تقنيات الإعلام و الإتصال كَرافد استراتيجي لدعم برامج نحو الأميه و التعلم مدى الحياة، ما هي الآليات المطلوبه لتطبيق و تنفيذ هذا الشِعار وما هو سقف تطلعاتكم منه؟

ج. أهمية الشعار تكمن في ان للإعلام دورا مهما و أساسيا في التعريف اولا بقضايا تعليم الكبار ومحو الأميه والتعلم مدى الحياة بِحسب كل دوله وحسَب كل مُقاربه وطنيه في هذا المجال، يعني ما هو دور الإعلام في التعريف بهذه القضايا و نقُل نجاحات الدَارسين في مجال تعليم الكبار ثم أيضا نتتطرق الى مشاغل المُدَرِّسين و هذه الضروره القصوى للتشبيك بين كل المُتَدخِلين، لأن هناك تعليم نظامي، تعليم غير نظامي، هناك هياكل حكوميه وهناك مجتمع مدني ومُنظمات مُتداخِله في هذا المجال، كيف نربُط بين هذه العناصر، بين هؤلاء المُتداخلين من أجل صياغة مُقاربه وطنيه لكل دوله في مجال التعلُّم مدى الحياة و هو المفهوم الجديد الذي بدات بعض الدول العربية تُكَرِّسهُ و تشتغل عليه.

سقف التطلعات بالنسبه لهذا المؤتمر هو في الحقيقه أننا نرنو و نتطلع إلى مؤتمر، اولاً يجمع الإعلاميين في علاقه مباشره بِعضوات الأتحاد النسائي العربي من أجل التفاعل ومن أجل صياغة توصيات ختاميه في نهاية الأمر وقد تم صياغة هذه التوصيات فعلاً، كيف يمكن ان نتحرك اعلامياً من أجل التعريف بهذه القضايا.

 

س. ما هي الإشكاليات التي تعترض تنفيذ هذا الشعار ؟

ج. عندما يكون الإعلام قد وُضِع تحت شعار تطوير و كذلك دفع قضايا تعليم الكبار، هذه التقنيات كيف يمكن إستخدامها ليكون رافداً استراتيجياً للإعلام، هذا يتطلب جهد بين مختلف المُتداخلين وبين الإعلاميين بدرجه أولى و الذين يجب ان يكونوا واعيين بهذه القضايا وضرورة الاشتغال مثلما يشتغلون على الرياضه و الثقافه و السياسه و الاقتصاد فإن هذا القطاع يحتاج أيضا الى عنايه منهم .

صحيح انه ربما بعض الإعلاميين يُفكِرون بأن هذا القطاع لا يجلب نِسب المُشاهده - إذا تحدثنا عن المضامين التي تُبَث عِبر وسائل الإعلام- لكن عندما نُفكر من زاويه أخرى، زاويه إنسانيه، معرِفية تربويه و تعليميه، أعتقد أن الضروره تُفرِض الأن و تُطرح بأكثر إلحاح من أي وقت مضى من أجل أن نفكر بخلق نواة تعليميه عربيه تتحدث عن هذا الموضوع الذي تتفاوت فيه التجربه بين دوله و أُخرى وبين منطقه و أُخرى، دول الخليج تتحدث الان عن محو الأمية الرقميه وليس محو الأمية، في حين أن بعض الدول لا زالت ترزح تحت الأميه بسب الحروب و النزاعات و الفقر و غير ذلك.

 

س. هل نستطيع من خلال الإعلام الضغط على مؤسسات العمل العربي المشترك لبذل جهود أكبر لتنفيذ و مساندة مؤسسات إعلاميه و نقابات العمل الشعبي، الالكسو مِثالاً ؟

ج. طبعاً، الإعلام له دور استرتيجي و هام في مجال نقل هذه الشواغر الى أصحاب القرار أصحاب مؤسسات العمل العربي المشترك و نتحدث هنا عن الجامعه العربيه بدرجه أولى ثم منظمة الالكسو و كذلك منظمات أُخرى تقنيه مختصه في هذا المجال، مجال التربيه والتعليم و مجال الإعلام.

لا بدّ الان من ان يصِل صوت هؤلاء المتداخلين في مجال تعليم الكبار إلى أصحاب القرار حتى يتمكنوا من تحسيس الدول و الحكومات بضرورة وضع إستراتيجيات وطنيه تكون فاعله و نجاعه من أجل إنقاذ ملايين المواطنين العرب من براثن الأميه ومن مخاطر الجهل لأن الجهل في نهاية الأمر هو منفذ الى الارهاب، منفذ إلى التطرف و منفذ إلى الفقر، الى السلوكيات العنيفه و غير ذلك.

لذا لا بُدّ من التفطن إلى هذه المسألة ولا يمكن ان نأخذ مسألة التعلم مدى الحياة او مسألة تعليم الكبار وكأنها مسألة رفاهه او موضوع ثانوي او فرعي.

هو موضوع رئيسي و الأمم تتقدم بالمعرفه ولا تتقدم بإبقاء شعوبها في نطاقات من الجهل و الأميه.

اجرى الحوار ساميه توفيق