زيارة ميلي لـ"إسرائيل": النووي الايراني والضفة تتصدران الاهتمامات

ذانيوزاونلاين// تفاوتت التقديرات الإسرائيلية بشأن الأجندة الحقيقية للمباحثات التي أجراها أمس رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، في تل أبيب مع القيادات العسكرية والأمنية.

ففيما زعمت قناة التلفزة "13" أن مباحثات ميلي وجملة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين ستجعل هذا الأسبوع حاسماً في كل ما يتعلق باتخاذ القرارات المتعلقة بمواجهة البرنامج النووي الإيراني، قال المعلق العسكري أمير أورن إن الأميركيين يركزون حالياً على ضرورة وقف إسرائيل سياساتها التصعيدية في الضفة الغربية.

ونقلت قناة "13" الليلة الماضية عن مسؤولين إسرائيليين على اطلاع على المباحثات التي أجراها أمس رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي مارك ميلي مع عدد من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في تل أبيب، قولهم إنها تناولت سبل الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.

 
 

وأشارت القناة إلى أن ميلي الذي وصل بشكل مفاجئ إلى إسرائيل، التقى أمس كلاً من وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي ورئيس الموساد ديفيد برنيع.


ولفتت إلى أن هذه الزيارة جاءت في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الأميركية أنه سيكون بوسع إيران الحصول على كمية اليورانيوم المخصب الكافية لإنتاج قنبلة نووية واحدة في غضون 12 يوماً، مشيرة إلى أن هذا يفسر أيضاً الزيارة التي سيبدأها غداً الأحد لواشنطن كل من رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.

وحسب القناة، فإن زيارة وزير الدفاع الأميركي لتل أبيب الأربعاء القادم ستشهد ذروة المشاورات الأميركية الإسرائيلية بشأن سبل التعاطي مع التطورات على صعيد البرنامج النووي الإيراني.

ولفتت القناة إلى أن هناك توافقاً أميركياً إسرائيلياً على وجوب تجنيد المجتمع الدولي لمواجهة إيران، لافتة إلى أن التهديدات التي تمثلها إيران على الاستقرار الإقليمي لا تتمثل فقط بالبرنامج النووي، بل أيضاً بحضورها وتدخلاتها في الإقليم.

 

وأشارت إلى أنه على الرغم من التنسيق العسكري والتعاون الاستخباري الأميركي الإسرائيلي بشأن إيران، هناك خلافات كبيرة بين الجانبين بشأن الموقف من البرنامج النووي لطهران.

وأبرزت القناة الخلافات العميقة بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو بشأن سياسات الأخيرة تجاه الأراضي الفلسطينية، ولا سيما بعد الفظائع التي ارتكبها المستوطنون اليهود في بلدة حوارة، ودعوة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إلى "محو" البلدة، تؤثر سلباً في فاعلية التنسيق بين الجانبين بشأن مواجهة النووي الإيراني.

من ناحيته، قال المعلق العسكري أمير أورن إن مباحثات ميلي في إسرائيل لم تتطرق إلى النووي الإيراني، بل ركزت على "الأمن الإقليمي"، لافتاً إلى أن هذا يعني أن الأميركيين طالبوا حكومة نتنياهو بوقف التصعيد في الضفة الغربية.
وفي سلسلة تغريدات كتبها الليلة الماضية، عرض أورن البيان الذي صدر عن الناطق بلسان ميلي في أعقاب لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين، ولم يتطرق فيها إلى البرنامج النووي الإيراني مطلقاً، وركز في المقابل على ضرورة الحفاظ على "الأمن الإقليمي".

ونشر أورن مقطع فيديو لمحاضرة سبق أن ألقاها ميلي في إسرائيل في سبتمبر/ أيلول الماضي، تظهر الخلاف الرئيس بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث قال ميلي: "هناك التزام أميركي يتجاوز الإدارات المتعاقبة لإحباط جهود إيران للحصول على سلاح نووي، لكن ليس لمنعها من الوصول إلى مكانة دولة على حافة قدرات نووية".

 

يشار إلى أن إسرائيل تطالب بالعمل عسكرياً حالياً ضد إيران، لمنعها من الوصول إلى مكانة "دولة على حافة قدرات نووية"، حيث يعني هذا المصطلح أن تتمكن إيران من الحصول على كمية اليورانيوم المخصب اللازمة لإنتاج سلاح نووي، حتى لو لم تتوجه إلى إنتاج السلاح النووي.

وكان مدير المخابرات الأميركية المركزية وليام بيرنز، قد صرّح الأسبوع الماضي لشبكة التلفزة "سي بي أس" بأن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، لم يتخذ قراراً بالعودة إلى البرنامج النووي العسكري الذي توقف في 2003.