مأزق المفاوضات الفلسطينية / الإسرائيلية.. ودور اللجنة الرباعية

  تونس 12 /8/2023 ذانيوز أونلاين.

  كتب طاهر الشيخ

تشهد المفاوضات الفلسطينية/ الإسرائيلية حالة من الجمود والتعثر والفشل الشديد الذي يهدد بأنفجار الاوضاع بين الجانبين وفي أية لحظة ، فى إطار ماتشهده الضفة الغربية ومخيماتها من عمليات اقتحام واجتياح وآخرها كان اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين والقري المجاورة له مما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحي ودمار كبير فى المنازل ، وذلك بدعوى وجود عناصر من كتيبة جنين تقوم عناصرها بعمليات ضد جنود الإحتلال ومستوطنيه الذين يعيثون فسادا فى الأراضي الفلسطينية من عمليات اقتلاع شجرة الزيتون المعمر .

  وعلى صعيد آخر تقوم الحكومة الإسرائيلية اليمنية المتطرفة التي شكلها بنيامين نتنياهو مؤخرا وضمت عددا كبيرا من غلاة المتطرفين الصهاينة الذين لا يعترفون باتفاق أوسلو وملحقاته التي كانت من المفترض أن تمنح الفلسطينين دولة فلسطينية فى حدود الرابع من حزيران ، فى نهاية المرحلة النهائية التى كانت ستكلل بإعلان الدولة الفلسطينية فى نهاية عام 1999 ، ولكن للأسف الشديد لم تكلل كل الجهود المبذولة بنجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وخاصة بعد إغتيال المتطرفين الصهاينة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين راعي اتفاق أوسلو مع الزعيم الراحل ابوعمار،  الذي قال يومها " باغتيال رابين تم إغتيال عملية السلام " .

 وقد تعثرت الجهود الدولية التى بذلت فيما بعد للتوصل إلى سلام من كامب ديفيد إلى غيرها فى واي بلانتش وذلك بسبب التفرد الأمريكي لرعاية المفاوضات من الرؤساء الأمريكيين سواء أكانوا ديمقراطيين او جمهورين، والذين كانوا ينحازون علنا إلى جانب إسرائيل والسماح لها بالتهرب من استحقاقات بناء عملية سلام جادة ، متذرعة دائمآ بذرائع لا تتفق مع المنطق الدولى وذلك فى غياب رعاة عملية السلام منذ بدايتها وهم الرباعية الدولية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

  وقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الماضية من تهميش دور الرباعية واستبعاد كافة الأطراف والاستفراد هى بالمشهد وحدها تحركه متي تشاء اما باجتماع هنا او هناك دون تطبيق أية تفاهمات يتم التوصل إليها،  وعلى سبيل التذكير اين هي مخرجات العقبة وشرم الشيخ الأخيرة؟  .

  ودائما التهرب الإسرائيلي دون النظر إلى المعاناة الفلسطينية سواء فى الضفة الغربية وقطاع غزة وصولا إلى القدس التي يتم تهويدها وطرد المقدسيين منها والذى يساهم فى الصدام الشديد بين المدافعين عن القدس وقوات الاحتلال الإسرائيلي .

 ورغم محاولات بعض الدول الأوربية بالتعاون مع بعض الدول العربية لخلق مسار تفاوضي،  الا ان هذا المسار بدوره وصل إلى حد الفشل بسبب التعنت الإسرائيلي وتهرب الحكومات الإسرائيلية من ما يتم التوصل تحت دعاوى غريبة ان هذه الحكومات غير مفوضة وهشة ، وبالرغم من ذلك سعت دولة الصين إلى اطلاق مبادرة سلام جديدة لبدء مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي،  الا ان الجانب الإسرائيلي تهرب من الرد عليها سواء سلبا أو إيجابا على الرغم من ترحيب الجانب الفلسطيني لها  .

  فى ظل هذه الأوضاع المتردية للفلسطينيين والممارسات الإسرائيلية المتزايدة فى خنق الاقتصاد الفلسطيني ومحاصرته ومصادرة أموال الضرائب الفلسطينية التي تحصلها تحت ذرائع واهية ، لم يبق لهم الا دعوة جادة للعودة إلى الأمم المتحدة والإصرار على انعقاد اللجنة الرباعية الدولية مع دخول الصين اليها من أجل إلزام الجانب الإسرائيلي بتنفيذ أية توافقات جديدة .

    طاهر الشيخ/ كاتب وصحفي فلسطيني