مظاهرة احتفاء فخمة.. هل تنجح الهند في استغلال قمة مجموعة الـ20 للترويج لنفسها "كقوة عظمى"؟

ذانيوز اونلاين// تبذل الهند قصارى جهدها مع وصول أقوى زعماء العالم إلى نيودلهي لحضور قمة مجموعة العشرين؛ للاحتفاء بهم وضمان طيب وسلامة إقامتهم، بداية من نشر المقاتلات حول العاصمة، مروراً برسم الجداريات على جدران الأنفاق، وصولاً إلى طرد مجموعات القرود من المباني الحكومية، لكن هذه اللحظة تمثل "علامة فارقة طال انتظارها" من الهند، وفقاً لـ"بلومبرغ"، إذ يروج رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، لبلاده، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، باعتبارها "قوة عظمى ناشئة تمتلك ما يكفي من نفوذ للتغلب على التوتر الجيوسياسي والتباطؤ الاقتصادي وارتفاع أسعار مواد الغذاء والطاقة"، فهل ينجح في استغلال قمة العشرين في تحقيق هدفه؟

ويستعد "مودي" خلال نهاية الأسبوع الجاري، لاختبار تلك الفرضية من خلال استضافته الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وزعماء دول أخرى في واحد من أهم الاجتماعات العالمية خلال العام الجاري، ولكن نجاح قمة مجموعة العشرين، لا يقف عند حدود الدبلوماسية الذكية، فعلى مدى أشهر، رسم المسؤولون الهنود أفضل الطرق لتحصين نيودلهي، المدينة الملوثة والمكتظة بأكثر من 20 مليون نسمة، حيث يتاخم الجمال المتداعي لحصون العصر المغولي القديم الطرق السريعة المليئة بالحفر والمزدحمة بالحافلات والسيارات وعربات الريكشا.

وفي القلب من نيودلهي يقبع المركز البيروقراطي الصغير، الذي يستضيف أعمال القمة، السبت والأحد المقبلين، وتشتهر المنطقة التي تبلغ مساحتها 16.5 ميل مربع، بأفدنة من الحدائق المشذبة والآثار الحجرية الرملية والبنغالات الفخمة التي تقطنها النخبة الهندية.

ولضمان السيولة المرورية، أمرت السلطات المدارس والبنوك ومعظم الشركات الخاصة وجميع الإدارات الحكومية بـالتوقف عن العمل، كما ستظل الحدود مع الدول المجاورة مغلقة، وسيجوب أكثر من 100 ألف من أفراد الشرطة والأمن الشوارع، وستتاح لهم المدفعية الثقيلة والكاميرات المتطورة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وأجهزة التشويش والكلاب البوليسية المدربة، من بين أشياء أخرى.

ويحظى المكان الذي يستضيف القمة بـالفخامة والأبهة بما يليق بالحدث، حيث يلتقي زعماء العالم في مركز للمؤتمرات والمعارض يفوق في رحابته دار أوبرا سيدني في أستراليا، وقد استغرقت أعمال تجديد المركز 4 سنوات ونصف السنة، بتكلفة حوالي 326 مليون دولار، وتنتشر رسائل التذكير بالقمة في كل بقعة في نيودلهي، فجوانب الطرقات تحفل بالملصقات، التي تصور "مودي" وشعار مجموعة الـ20، وتزين المنحوتات والنوافير والزهور الميادين، كما علق المسؤولون الأضواء على الأشجار لإضاءتها ليلاً، وملأت الجداريات التي تصور الآلهة الهندوسية وتقاليد الرقص والحرف المختلفة الممرات وجسور السكك الحديدية القديمة الباهتة.