"تطبيقه مستحيل دون وقف إطلاق النار".. ما النتائج التي حققها قرار مجلس الأمن بشأن غزة؟

ذانيوز اونلاين// بعد تأجيل التصويت عليه أربع مرات، وافق مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضي على مشروع القرار 2720 بشأن الحرب الدائرة في قطاع غزة بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، بتأييد 13 عضواً، وامتناع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا عن التصويت، فما مضمون القرار؟ وهل يتعامل مع الحرب الضروس التي تشنها إسرائيل على غزة وتزهق أرواح المئات من المدنيين الفلسطينيين كل يوم؟ وما الأثر أو النتائج التي حققها القرار بعد يومين من موافقة مجلس الأمن عليه؟

ينص القرار، الذي نشرته منظمة الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، على مطالبة أطراف النزاع بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وحماية المدنيين والأعيان المدنية، ووصول المساعدات الإنسانية، وحماية العاملين في المجال الإنساني وحرية حركتهم، ويرفض التهجير القسري للسكان المدنيين، بمن فيهم الأطفال، ويؤكد مجدداً التزامات جميع الأطراف فيما يخص الامتناع عن مهاجمة، أو تدمير أو إزالة أو إتلاف الأعيان، التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة.

ويطالب القرار أيضاً أطراف النزاع بإتاحة وتيسير استخدام جميع الطرق المتاحة المؤدية إلى قطاع غزة والكائنة في جميع أنحائه، بما في ذلك التنفيذ الكامل والسريع للفتح المعلن عنه لمعبر كرم أبو سالم الحدودي، لتوفير المساعدة الإنسانية، التي تتضمن الوقود الكافي للوفاء بالاحتياجات الإنسانية والغذاء والإمدادات الطبية ومساعدات الإيواء العاجل إلى السكان المدنيين المحتاجين في جميع أنحاء قطاع غزة، كما يطالب بتنفيذ القرار 2712 الذي اعتمده في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بالكامل.

وطبقاً لنص القرار، فإنه لا يتعامل مع الحرب، وقد اشترطت أميركا إزالة العبارة الداعية إلى وقف إطلاق النار من مشروع القرار، حتى لا تستخدم حق النقض "الفيتو" ضده، وكان القرار يدعو في نسخته الأصلية إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية"، وقد أزيلت هذه العبارة واستبدلت بعبارة "الدعوة إلى تعليق عاجل للأعمال القتالية"، لكنها أزيلت أيضاً لاعتراض أميركا عليها؛ ما أدى إلى إفراغ القرار من مضمونة، طبقاً لما أعلنه الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبينزيا، الذي شدد على أن "المطالبة بوقف كامل لإطلاق النار من قبل مجلس الأمن، تظل ضرورة حتمية، لأنه دون ذلك، وكما أظهرت تجربة قرار مجلس الأمن رقم 2712، فإن تنفيذ قرارات مجلس الأمن في غزة سيكون ببساطة مستحيلاً".

ويركز القرار على حماية المدنيين والأعيان المدنية، ووصول المساعدات الإنسانية، وحماية العاملين في المجال الإنساني وحرية حركتهم، ويرفض التهجير القسري للسكان المدنيين، ولكن لم يلاحظ أي التزام من جانب إسرائيل بقرار مجلس الأمن منذ صدوره قبل نحو يومين، فلا تزال تقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غزة كل يوم، وتقصف الأحياء السكنية، والمستشفيات والمدارس، وتستهدف الأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، وتجبر مئات الآلاف من المدنيين على إخلاء مناطقهم السكنية والنزوح إلى جنوب غزة، ما يشير في المحصلة إلى عدم ظهور أثر ملموس للقرار في الواقع المأساوي لحرب إسرائيل على غزة.