وبدأت "غوغل" بالفعل في إرسال تحذيرات شخصية للمستخدمين عبر البريد الإلكتروني ورسائل تسجيل الدخول، تحمل إنذارات واضحة بضرورة تحديث إعدادات الأمان خلال فترة زمنية تتراوح بين 15 إلى 30 يوما.
وهذه التحذيرات ليست مجرد إرشادات اختيارية، بل تمثل متطلبات إلزامية ستمنع المستخدمين من الوصول إلى حساباتهم عند انتهاء المهلة المحددة.
ويتمثل جوهر هذه التغييرات في إلزامية تفعيل نظام التحقق بخطوتين، الذي يجمع بين كلمة المرور التقليدية وطبقة حماية إضافية قد تكون رمزا يصل عبر الرسائل النصية، أو من خلال تطبيقات المصادقة مثل Google Authenticator، أو حتى باستخدام مفاتيح أمنية فعلية يمكن تفعيلها عبر: myaccount.google.com/security.
ولا يتوقف الأمر عند تفعيل التحقق الثنائي فحسب، بل يمتد إلى ضرورة التخلي عن التطبيقات القديمة التي لا تدعم أنظمة تسجيل الدخول الحديثة، والانتقال إلى نظام OAuth 2.0 (نظام تسجيل الدخول الآمن بالرموز) الأكثر أمانا والذي تعتمده معظم التطبيقات الحديثة.
كما تحث "غوغل" مستخدميها على تحديث معلومات الاسترداد، بما في ذلك البريد الإلكتروني الاحتياطي ورقم الهاتف، وهي خطوة قد توفر ساعات أو أياما من المعاناة في حال فقدان الوصول إلى الحساب.
وتكمن خطورة تجاهل هذه التحديثات في أن حساب Gmail لم يعد مجرد بريد إلكتروني عادي، بل أصبح بوابة للعديد من الخدمات الحساسة مثل مستندات "غوغل"، وحسابات "أندرويد"، والتقويمات، وحتى الأجهزة الذكية في المنزل. واختراق هذا الحساب قد يعني في الواقع اختراقا للحياة الرقمية بالكامل.
وهذه الإجراءات تمثل المرحلة الثانية من خطة "غوغل" الأمنية التي بدأت في أكتوبر 2023 بفرض متطلبات أمان مشددة على مرسلي البريد الإلكتروني الكبار، وتأتي الآن لتمس جميع المستخدمين دون استثناء.
وفي عالم يتزايد فيه تطور أساليب المجرمين الإلكترونيين، تبدو "غوغل" مصممة على رفع سقف الحماية إلى مستويات غير مسبوقة، حتى لو تطلب ذلك بعض الإزعاج المؤقت للمستخدمين.