روسيا.. بدء استخدام طوف سريع عامل بأجنحة مغمورة في بحيرة بايكال

ذانيوز أونلاين// استعادت روسيا بالكامل المهارات التي فُقدت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في مجال بناء السفن ذات الأجنحة المغمورة.

وتم إحياء العبقرية العظيمة للمهندس السوفيتي سيرغي ألكسييف، الذي صمم سفن "الكوميت" (المذنب)، و"الميتيور" (الشهب)، و"الراكيتا" (الصاروخ)، والتي سبقت عصرها، وتم تجسيد أفكاره على مستوى تكنولوجي جديد.

وتم تصميم السفينة الجديدة عالية السرعة، وهي الطوف "سارما"، الذي قام برحلته الأولى مع الركاب في بحيرة بايكال، حيث ينسجم شكل السفينة مع جمال البحيرة الطبيعي.

وتم تطوير الطوف بناءً على مشروع HSC150B من قبل مكتب التصميم الشهير "سي تيك"، وهو نتيجة تعاون وثيق بين المصممين في مدينة نيجني نوفغورود وحوض بناء السفن "فيمبل" في مدينة ريبنيسك، وتم التجميع النهائي في شركة سيبيريا الشرقية للملاحة النهرية في إركوتسك.

واستمر بناء الطوف منذ نهاية عام 2022، ثم نُقل إلى مدينة إركوتسك. وفي ديسمبر 2021، وقّعت شركتا "فيمبل" وسيبيريا الشرقية للملاحة النهرية" اتفاقية، وحصل المشروع على تمويل تفضيلي من وزارة الصناعة والتجارة الروسية ضمن برنامج بناء السفن الذي طرحته شركة السفن الروسية المتحدة.

وفي 14 نوفمبر الماضي، أقيم حفل استلام وتسليم الطوفين "سارما" وشقيقه "سيلينغا"، حيث تم تسليمهما رسميا إلى شركة الملاحة النهرية لتشغيلهما في بحيرة بايكال ونهر أنغارا.

ويُذكر أن مشروع HSC150B يمثل قفزة نوعية تكنولوجية، إذ أن الطوفين مصنوعان من سبائك الألومنيوم-سكانديوم عالية المتانة مع استخدام ألواح ملحومة خفيفة الوزن، ما سمح بتقليل وزن البنية الفوقية بنسبة 7.2%، وخفض استهلاك الوقود بنسبة 40%، وزيادة الحمولة المفيدة بنسبة 8%.

ومواصفات "سارما" مثيرة للإعجاب، إذ يتسع الطوف حتى 148 راكبًا، ويبلغ طوله حوالي 37 مترا، وعرضه حوالي 11.4 مترًا، مع طاقم مكوّن من 4 أفراد، ومدى الإبحار يصل إلى 1000 كم بسرعة حوالي 65 كم/ساعة. ويسمح الغاطس الصغير الذي يتراوح بين 0.9-1.25 متر بالرسو حتى على الشواطئ غير المجهزة، مما يمكن الركاب من النزول مباشرة في الأماكن النائية من بحيرة بايكال.

بالإضافة إلى ذلك، فإن السفينة الجديدة تستهلك وقودا أقل بنسبة 40% مقارنة بسفن الطوف الكلاسيكية من مشروع SPK، وتستوعب حمولة أكثر بنسبة 8%، وكل ذلك بفضل تصميم الهيكل المخترق للأمواج والتفريغ الديناميكي بواسطة الأجنحة تحت المائية.